قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ:"اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، اللَّهُمَّ وَصَحِّحْهَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّهَا وَصَاعِهَا (٣)، وَانْقُلْ (٤) حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بِالْجُحْفَةِ (٥) ". [راجع: ١٨٨٩، أخرجه: س في الكبرى ٧٤٩٥، تحفة: ١٧١٥٨].
"أَرِدَنْ" في نـ: "أَرِداً". "يَبْدُوَنْ" في نـ: "يَبْدُواً".
===
(١) اسم موضع على أميال من مكة، "ك"(٢٠/ ١٨٥).
(٢) هما جبلان عند الجمهور، وصوَّب الخطابي [في "الأعلام"(٢/ ٩٣٨)]: أنهما عينان، "ف"(١٠/ ١١٨)، جبلان بمكة، "ك"(٢٠/ ١٨٥).
(٣)"الصاع" هو كيل يسع أربعة أمداد، و "المد": رطل وثلث رطل عند أهل الحجاز، ورطلان عند أهل العراق، والأول قول الشافعي، والثاني قول أبي حنيفة، كذا في "ع"(٧/ ٥٩٨).
(٤) قوله: (وانقل … ) إلخ، فإن قلت: كيف يتصور نقل الحمى وهي عرض؟ قلت: جوَّزه طائفة، مع أن معناه: أن تعدم في المدينة وتوجد في الجحفة. فإن قلت: لم ما دعاه بالإعدام مطلقاً؟ قلت: أهلها كانوا يهوداً أعداء شِداداً فدعا عليهم إرادة لخير أهل الإسلام، والمراد بالمد والصاع ما يوزن بهما، وهو الطعام، أي: القوت الذي به قوام الإنسان، وخصص من بين الأدعية هذه الأحوال الثلاث؛ لأنها إما للبدن أو للنفس أو للخارج عنهما المحتاج إليه؛ فالمحبة نفسانية والصحة بدنية والطعام خارجي، وهذا قريب مما روي:"من أصبح معافى في بدنه، آمناً في سربه، وعنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها" والله أعلم بصحته، "ك"(٢٠/ ١٨٥).