للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا بَالُ الإبِلِ تَكُونُ فِي الرَّمْلِ (١) لَكَأَنَّهَا الظِّبَاءُ (٢)، فَيُخَالِطُهَا الْبَعِيرُ الأَجْرَبُ فَيُجْربُهَا؟ فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "فَمَنْ أَعْدَى الأَوَّلَ؟ ". [راجع: ٥٧٠٧، أخرجه: د ٣٩١١، س في الكبرى ٧٥٩٢، تحفة: ١٥٢٧٣].

٥٧٧١ - وَعَنْ أَبِي سلَمَةَ (٣): سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -:

"سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ" في نـ: "سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ بَعدُ يَقُولُ". "قَالَ النَّبِيّ" في ذ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ".

===

(١) قوله: (تكون في الرمل) بسكون الميم، والظرف خبر كان، وهو تتميم لمعنى النقاوة؛ لأنه إذا كان في التراب ربما يلصق به شيء منه، كذا في "المجمع" (٢/ ٣٨٤).

(٢) قوله: (لكأنها الظباء) بكسر المعجمة بعدها موحدة وبالمد: جمع ظبي، شَبَّهها بها في النشاط والقوة والسلامة من الداء. قوله: "فيجربها" بضم أوله، وهو بناء على ما كانوا يعتقدون من العدوى، أي: يكون سببًا لوقوع الجرب بها، وهذا من أوهام الجهال، كانوا يعتقدون أن المريض إذا دخل في الأصحاء أمرضهم؛ فنفى الشارع ذلك وأبطله، فلما أورد الأعرابي الشبهة ردَّ عليه النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "فمن أعدى الأول؟ " وهو جواب في غاية البلاغة والرشاقة، وحاصله: من أين جاء الجرب للذي أعدى بزعمهم؛ فإن أجيب من بعير آخر لزم التسلسل، أو بسبب آخر فليفصح به، فإن أجيب بان الذي فعله في الأول فعله في الثاني ثبت المدعى، وهو أن الذي فعل بالجميع ذلك هو الخالق القادر على كل شيء، وهو اللّه سبحانه وتعالى، "ف" (١٠/ ٢٤١ - ٢٤٢).

(٣) عطف على قوله: "عن أبي سلمة عن أبي هريرة"، "عيني" (١٤/ ٤٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>