للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَرَطَنَ (١) بِالْحَبَشِيَّةِ (٢). قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَمَا رَأَيْتُهُ نَسِيَ (٣) (٤) حَدِيثًا غَيْرَهُ. [طرفه: ٥٧٧٤، أخرجه: د ٣٩١١، تحفة: ١٥٢٧٣].

"فَمَا رَأَيْتُهُ" في هـ: "فَمَا رأَيْنَاهُ".

===

(١) الرطانة: كلام لا يفهم، ويخص بذلك كلام العجم، "تن" (٣/ ١١٣٦).

(٢) أي: تكلم بالعجمية، أي: تكلم بما لا يفهم، الحاصل: أنه غضب فتكلم بما لا يفهم، "ع" (١٤/ ٧٥٠).

(٣) وفي رواية يونس: "فما رآه الحارث في ذلك حتى غضب أبو هريرة حتى رطن بالحبشية"، "ف" (١٠/ ٢٤٢).

(٤) قوله: (فما رأيته نسي حديثًا غيره) وفي رواية يونس: "قال أبو سلمة: ولعمري لقد كان يحدثنا [به] فما أدري أنسي أبو هريرة أم نسخ أحد القولين للآخر"، وهذا الذي قاله أبو سلمة ظاهر في أنه كان يعتقد أن بين الحديثين تمام التعارض، وقد تقدم وجه الجمع بينهما في "باب الجذام" في (رقم: ٥٧٠٧). وحاصله: أن قوله: "لا عدوى" نهي عن اعتقادها، وقوله: "لا يورد" سبب النهي عن الإيراد خشية الوقوع في اعتقاد العدوى، أو خشية تأثير الأوهام، كما تقدم نظيره في حديث: "فِرَّ من المجذوم"؛ لأن الذي لا يعتقد أن الجذام يعدي يجد في نفسه كراهية لمخالطته، حتى لو أكره على القرب منه لتأذى بذلك، فالأولى للعاقل أن لا يتعرض لمثل ذلك، بل يباعد أسباب الآلام ويجانب طرق الأوهام، واللّه أعلم، "فتح" (١٠/ ٢٤٢). قيل معناه: لا عدوى بطبعه، ولكن بقضائه وإجراء العادة، فلذا نهى عن إيراد الممرض على المصِحّ، وقال: "وفر من المجذوم"، وقيل: إنه مستثنى من "لا عدوى"، كذا في "المجمع" (٣/ ٥٤٣). وبسطه الطيبي (٨/ ٣١٤ - ٣١٥): قال ابن التين: لعل أبا هريرة كان سمع هذا الحديث قبل أن يسمع من النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - حديث: "من بسط رداءه ثم ضمه إليه لم ينس شيئًا

<<  <  ج: ص:  >  >>