أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ (١) أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا وَهُوَ بِالْعِرَاقِ (٢)، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُغِيرَةُ؟ أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ جِبرَئيلَ (٣) عَلَيْهِ السَّلَام نَزَلَ فَصَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ صَلَّى فَصلَّى رَسُوِلُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ قَالَ (٤): "بِهَذَا أُمِرْتُ (٥) ". فَقَالَ عُمَرُ لِعُرْوَةَ: اعْلَمْ (٦) مَا تُحَدِّثُ بِهِ،
"عَلَيْهِ السَّلَامُ " سقط في نـ. " نَزَلَ فَصَلَّى " في قتـ: "نَزَلَ فَصَلَّى بِرسُولِ اللهِ".
===
(١)" عمر بن عبد العزيز" هو ابن مروان أحد الخلفاء الراشدين.
(٢) أي: عراق العرب وهو من عبادان [بتشديد الموحدة وفتح أوله] إلى الموصل طولًا ومن القادسية إلى حلوان عرضًا، "ع"(٤/ ٥ - ٦).
(٣) قوله: (أن جبرئيل) قال ابن إسحاق في "المغازي": إن ذلك كان صبيحة الليلة التي فرضت فيها الصلاة وهي ليلة الإسراء، "عيني"(٤/ ٦).
(٤) أي: جبرئيل، "ع"(٤/ ٧).
(٥) قوله: (بِهذَا أُمِرتُ) أي: بأداء الصلاة في هذه الأوقات، و "أمرت" روي بفتح التاء وضمها، وهو على صيغة المجهول، وأقوى الروايتين فتح التاء، وعلى الوجهين ضمير " قال " في قوله: "ثم قال: بهذا أمرت " يرجع إلى جبرئيل عليه السلام، ومن قال في وجه الضم: يرجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد أبعد، وإن كان التركيب يقتضي هذا أيضًا، "عيني"(٤/ ٦ - ٧).
(٦) بصيغة الأمر، تنبيهٌ من عمر بن عبد العزيز لعُروة على إنكاره إيّاه، "ع"(٤/ ٧).