قَالَ قَائِلٌ (١) لأَبِي بَكْرٍ: هَذَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مقْبِلًا مُتَقَنِّعًا (٢)، فِي ساعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَدًى لَهُ بِأَبِي وَأُمِّي، وَاللهِ إِنْ جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ لَأَمْرٌ (٣). فَجَاءَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فاسْتَأْذَنَ،
"قَالَ قَائِلٌ" في نـ: "فَقَالَ قَائِلٌ". "فِدًى لَهُ " كذا في هـ، وفي سـ، حـ، ذ:"فِدًى لَكَ"، وفي نـ:"فِدَاكَ". "لأَمرٌ" في هـ: "إلاَّ لِأمْرٍ"، وفي نـ:"إلا أمرٌ".
===
(١) يحتمل أن يكون عامر بن فهيرة أو أسماء بنت أبي بكر، "قس"(٨/ ٤٢٩).
(٢) أي: مغطيًا رأسه، "ك"(٢١/ ٦٦).
(٣) قوله: (واللَّه إن جاء به في هذه الساعة لأمر) بفتح اللام والرفع، فاللام للتأكيد، و"إن" مخففة من الثقيلة. وللكشميهني بكسر اللام أي: لأجل أمر، فـ"إن" نافية. قوله:"أخرج" أمر من الإخراج. قوله:"فالصحبة" منصوب، تقديره: أطلب الصحبة أو أُريدُها، ويجوز أن يكون مرفوعًا على تقدير: فاختياري أو مقصودي الصحبة. قوله:"أحث الجهاز" بالحاء المهملة وبالمثلثة المشددة، وللكشميهني بالموحدة بدل المثلثة، قيل: إنه تصحيف، والحث: التحضيض والإسراع. و"الجهاز" بكسر الجيم وفتحها: أسباب السفر. قوله:"سفرة" بضم السين: طعام يعمل للمسافر. قوله:"من نطاقها" النطاق بكسر النون: شقة تلبسها المرأة وتشد وسطها فترسل الأعلى على الأسفل إلى الأرض، والأسفل ينجر على الأرض ليس لها حجزة ولا نيفق، ولا ساقان. قوله:"فأوكت" أي: شدت، والوكاء هو الذي يشد به رأس القربة، وسميت ذات النطاقين؛ لأنها جعلت قطعة نطاقها للجراب الذي فيه السفرة، وقطعةً للسقاء كما جاء في بعض الروايات، أو لأنها جعلته نطاقين: نطاقًا للجراب وآخر لنفسها. و"اللقن" بفتح اللام وكسر القاف: سريع الفهم.