للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي (١) إِلَى الْبِرِّ (٢) (٣)، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ (٤)، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ، حَتَّى يُكْتَبَ (٥) عِنْدَ اللَّهِ كَذَّاباً". [أخرجه: م ٢٦٠٧، تحفة: ٩٣٠١].

"حَتَّى يُكْتَبَ" في هـ، ذ: "حَتَّى يَكُونَ".

===

(١) قوله: (يهدي إلى البر) الهداية: الدلالة الموصلة إلى البغية، والبر: العمل الصالح الخالص من كل مذموم، وهو اسم جامع للخيرات كلها. و"الفجور": الميل إلى الفساد، وقيل: الانبعاث في المعاصي، وهو جامع للشرور، فهما متقابلان، قال تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (١٣) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ} [الانفطار: ١٣ - ١٤]. قوله: و"يكتب" أي: يحكم له، والمراد: الإظهار للمخلوقين إما للملإ الأعلى وإما أن يلقي ذلك في قلوب الناس وألسنتهم، وإلا فحكم الله أولى، والغرض أنه يستحق وصف الصديقين وثوابهم، وصفة الكذابين وعقابهم، وكيف لا وأنه من علامات النفاق، ولعله لم يقل في الصديق بلفظ "يكتب" إشارة إلى أنه صديق من جملة الذين قال الله تعالى فيهم: {الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ} كذا في "الكرماني" (٢١/ ٢٢٠ - ٢٢١)، و"العيني" (١٥/ ٢٤٠)، والحديث أخرجه مسلم أيضًا في "الأدب"، "قس" (١٣/ ١٢٧).

(٢) اسم جامع للخيرات كلها، "ك" (٢١/ ٢٢٥)، "تو" (٨/ ٣٦٧٩).

(٣) بكسر الموحدة وتشديد الراء أي: يوصل إلى الخيرات كلها، "قس" (١٣/ ١٢٧).

(٤) اسم جامع للشر، "تو" (٨/ ٣٦٧٩).

(٥) بضم أوله مبنيًّا للمفعول، ولأبي ذر عن الكشميهني "يكون" بدل "يكتب"، "قس" (١٣/ ١٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>