لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: احْجُبْ نِسَاءَكَ. قَالَتْ: فَلَمْ يَفْعَلْ، وَكَانَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَخْرُجْنَ لَئلًا إِلَى لَيْلٍ قِبَلَ (١) الْمَنَاصِعِ (٢)، خَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، وَكَانَتِ امْرَأَةً طَوِيلَةً، فَرَآهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّاب وَهُوَ فِي الْمَجْلِسِ فَقَالَ: عَرَفْتُكِ يَا سَوْدَةُ. حِرْصًا عَلَى أَنْ يَنْزِلَ الْحِجَابُ. [راجع: ١٤٦، أخرجه: م ٢٧٧٠، س في الكبرى ٨٩٣١، تحفة: ١٦٤٩٥].
"خَرَجَتْ" في نـ: "فَخَرَجَتْ" وفي نـ: "وَخَرَجَتْ". "بِنْتُ زَمْعَةَ" ثبت في ذ. "عَرَفْتُكِ" في س، ص، ذ:"عَرَفْنَاكِ". "أَنْ يَنْزِل الْحِجَابُ" زاد بعده في ذ: "قَالَتْ: فَأَنْزَل اللَّهُ الْحِجَابَ" وفي ذ: "فَأَنْزَلَ اللَّه آيةَ الْحِجَابِ".
===
(١) أي: جهته.
(٢) قوله: (قبل المناصع) بصيغة منتهى الجموع، بالنون وبالمهملتين: موضع معروف بالمدينة، ومرَّ الحديث بمباحثه في "الوضوء"(برقم: ١٤٦)، وقال ثمة:"وهو صعيد أفيح" بالفاء والتحتانية وبالمهملة، أي: واسع، "ك"(٨٣ - ٢٢/ ٨٢). "المناصع": هي مواضع يتخلى فيها لقضاء الحاجة، جمع منصع؛ لأنه يبرز إليها، قال الأزهري: أراها مواضع مخصوصة خارج المدينة، ومنه حديث:"وكان متبرز النساء بالمدينة - قبل أن تبنى الكَنْفُ في الدور - المناصع"، كذا في "المجمع"(٤/ ٧٣٤)، و"النهاية"(٥/ ٦٥). قوله:"خرجت سودة" بفتح المهملة وإسكان الواو، بنت زمعة بالزاي والميم والمهملة المفتوحات، وقيل: بسكون الميم، العامرية. وفي لفظ "احجب نساءك" التزام النصيحة لرسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -"، وفيه فضيلة عمر رضي اللّه عنه حيث نزل القرآن على وفق رأيه، "ك". قوله: "فأنزل اللّه الحجاب" واستشكل بأنه بين أن قصة زينب كانت سببًا لنزول آية الحجاب فتعارضا، وأجيب بأن عمر حرص على ذلك حتى قال لسودة ما قال، فوقعت القصة المتعلقة بزينب