للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَلَمَّا رَأَى حُزْنَهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ، إِذَا هِيَ (١) تَضْحَكُ، فَقُلْتُ لَهَا: أَنَا مِنْ نِسَائِهِ، خَصَّكِ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بالسِّرِّ مِنْ بَيْنِنَا، ثُمَّ أَنْتِ تَبْكِينَ! فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- سَأَلْتُهَا عَمَّا سَارَّكِ؟ قَالَتْ: مَا كُنْتُ لأُفْشِيَ (٢) عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- سِرَّهُ. فَلَمَّا تُوُفِّيَ -صلى الله عليه وسلم- قُلْتُ لَهَا: عَزَمْتُ (٣) (٤) عَلَيْكِ بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنَ الْحَقِّ لَمَّا أَخْبَرْتِنِي، قَالَتْ: أَمَّا الآنَ فَنَعَمْ، فَأَخْبَرَتْنِي، قَالَتْ: أَمَّا حِينَ سَارَّنِي فِي الأَمْرِ الأَوَّلِ، فَإِنَّهُ أَخْبَرَنِي: أَنَّ جِبرَئِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، "وَإِنَّهُ قَدْ عَارَضَنِي (٥) بِهِ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، فَلَا أَرَى الأَجَلَ إِلَّا قَدِ اقْتَرَبَ،

"إِذَا هِيَ" في ذ: "فَإِذَا هِيَ". "مِنْ نِسَائِهِ" في نـ: "مِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ". "عَمَّا سَارَّكِ" في هـ، ذ: "عَمَّ سَارَّكِ". "فَلَمَّا تُوُفِّيَ -صلى الله عليه وسلم- " سقطت التصلية في نـ. "أَخْبَرْتِنِي" في سـ، حـ، ذ: "أَخْبَرْتِينِي". "الْقُرْآنَ" في نـ: "بِالْقُرْآنَ". "فَلَا أَرَى" في نـ: "وَلَا أَرَى".

===

(١) كلمة "إذا" للمفاجأة، ويروى "فإذا هي" بالفاء، "ع" (١٥/ ٣٩٥).

(٢) من الإفشاء، وهو الإظهار.

(٣) أي: أقسمت.

(٤) قوله: (عزمت) أي: أقسمت. قوله: "بما لي" الباء فيه للقسم. قوله: "لما أخبرتني" بمعنى: إلا أخبرتني، وكلمة "لَمّا" ها هنا حرف استثناء تدخل على الجملة الاسمية نحو قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق: ٤] فيمن شدد الميم، وعلى الماضي لفظًا لا معنى نحو أنشدك الله لما فعلت، أي: ما أسألك إلَّا فعلك، وها هنا أيضًا بمعنى: لا أسألك إلا إخباركِ بما سارَّك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، "ع" (١٥/ ٣٩٥).

(٥) مرَّ تحقيقه (برقم: ٤٩٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>