للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَيْ عَامِرُ (١)، لَوْ أَسْمَعْتَنَا (٢) مِنْ هُنَيَّاتِكَ (٣). فَنَزَلَ يَحْدُو بِهِمْ يُذْكِّرُ:

تَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا.

وَذَكَرَ (٤) شِعْرًا غَيْرَ هَذَا، وَلَكِنِّي لَمْ أَحْفَظْهُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ هَذَا السَّائِقُ؟ "، قَالُوا: عَامِرُ بْنُ الأَكْوَعِ، قَالَ: "يَرْحَمُهُ اللَّهُ".

"أَيْ عَامِرُ" في نـ: "أَيَا عَامِرُ". "هُنَيَّاتِكَ" كذا في صـ، ذ، ولغيرهما: "هُنَيْهَاتِكَ". "يَحْدُو بِهِمْ" في نـ: "يَحْدُو بِهِنَّ". "تَاللَّهِ" في نـ: "بِاللَّهِ".

===

(١) هو: ابن الأكوع، عم سلمة راوي الحديث، وقيل: أخوه.

(٢) جوابه محذوف، أو هو للتمني.

(٣) قوله: (هنيهاتك) بضم الهاء وفتح النون وسكون الياء آخر الحروف وبالهاء: جمع هنيهة، ويروى "هُنَيَّاتك" بضم الهاء وفتح النون وتشديد الياء آخر الحروف، جمع هُنَيَّة تصغير هنة، وأصله هنوة، ويروى "هناتك" بفتح الهاء وبعد الألف تاء الجمع، وهي جمع هنة، والمراد من الكل الأشعار القصار كالأراجيز. و"يحدو" من الحداء، وهو سوقُ الإبل والغناءُ لها، والسائق هو الحادي. فإن قلت: المذكور ليس شعرًا؟ قلت: المقصود هذا المصراع وما بعده من المصاريع الآخر نحو: ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا، فإن قلت: مرَّ في "الجهاد" أن الارتجاز بهذه الأراجيز كان في حفر الخندق؟ قلت: لا منافاة بينهما لجواز وقوع الأمرين جميعًا. قوله: "لولا متعتنا به" أي: وجبت الشهادة له بدعائك، وليتك تركته لنا، قال ابن عبد البر: كانوا قد عرفوا أنه -صلى الله عليه وسلم- ما استرحم لإنسان قط في غزاة يخصه به إلا استشهد، فلما سمع عمر ذلك قال: يا رسول الله لولا متعتنا بعامر، "ك" (٢٢/ ١٤١ - ١٤٢)، "ع" (١٥/ ٤٣٥ - ٤٣٦).

(٤) القائل بهذا هو يحيى راوي الحديث، والذاكر هو يزيد بن أبي عبيد، "ع" (١٥/ ٤٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>