للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دَخَلَتْ عَلَيَّ عَجُوزَانِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ فَقَالَتَا لِي: إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، فَكَذَّبْتُهُمَا، وَلَمْ أُنْعِمْ (١) أَنْ أُصَدِّقَهُمَا، فَخَرَجَتَا وَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عَجُوزَيْنِ،

===

بدل "عن"، قال الغساني: والصواب الأول، ولا يحفظ لأبي وائل عن عائشة رواية، قلت: أما كونه الصواب فصواب لاتفاق الرواة على أنه من رواية أبي وائل عن مسروق، وكذا أخرجه مسلم وغيره من رواية منصور، وأما النفي فمردود، فقد أخرج الترمذي من رواية أبي وائل عن عائشة حديثين، "ف" (١١/ ١٧٥)، وكذا في "العيني" (١٥/ ٤٦٠).

قوله: "عجوزان" العجوز يطلق على الشيخ والشيخة، ولا يقال: عجوزة إلا على لغة رديئة، والعُجُز بضمتين جمعه، فإن قلت: سبق في "الجنائز": "أن يهودية دخلت"؟ قلت: لا منافاة بينهما، "ك" (٢٢/ ١٦١)، لاحتمال أن إحداهما تكلمت وأقرتها الأخرى على ذلك، فنسبت عائشة القولَ إليهما تجوزًا، والإفراد يحمل على المتكلمة، "قس" (١٣/ ٤٢٨). قوله: "ولم أنعم" بضم الهمزة وكسر المهملة، أي: لم أرض، "أن أصدقهما" لمكان كذب اليهود وافترائهم، "خ". قوله: "إن عجوزين" حذف خبره للعلم به وهو: دخلتا. قال بعضهم: ظهر لي أن البخاري هو الذي اختصره. قلت: الظاهر أن [الذي] حذفه أحد الرواة. وقوله: "ذكرت له"، قال بعضهم: بضم التاء وسكون الراء، أي: ذكرت له ما قالتا، قلت: يجوز أن يكون بفتح الراء وسكون التاء، ولا مانع من ذلك لصحة المعنى. قوله: "تسمعه البهائم" وتقدم في "الجنائز" أن صوت الميت يسمعه كل شيء إلا الإنسان، قيل: العذاب ليس مسموعًا، وأجيب: بأن المقصود صوت المعذَّب به من الإنس أو نحوه، أو بعض العذاب نحو الضرب فإنه مسموع، "ع" (١٥/ ٤٦٠ - ٤٦١).

(١) أي: لم أحسن في تصديقهما، "ك" (٢٢/ ١٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>