للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَزِينَتَهَا (١)} إِلَى قَولِه: {مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود: ١٥ - ١٦].

٦٤٤٣ - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ (٢)، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَمْشِي وَحْدَهُ، لَيْسَ مَعَهُ إِنْسَانٌ قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَكْرَهُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَهُ أَحَدٌ، فَجَعَلْتُ أَمْشِي فِي ظِلِّ الْقَمَرِ (٣) فَالْتَفَتَ

"إِلَى قَولِه: {مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} " في ذ: "الآيتان"، وفي نـ: " {نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ} الآية". "جَرِيرٌ" في نـ: "جرير بن عبد الحميد". "لَيْسَ مَعَهُ" في نـ: "وليس معه". "فَجَعَلْتُ" في نـ: "قال: فجعلت".

===

لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ} [الإسراء: ١٨]، فعلى هذا التقييد يحمل ذلك المطلق، وبهذا يندفع إشكال من قال: قد يوجد بعض الكفار مقترًا عليه في الدنيا غير موسع عليه من المال أو من الصحة أو من طول العمر، بل قد يوجد من هو منحوس الحظ من جميع ذلك، كمن قيل في حقه: {خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الحج: ١١].

ومناسبة ذكر الآية في الباب لحديثه أن في هذا الحديث إشارة إلى أن الوعيد الذي فيها محمول على التأقيت في حق من وقع له ذلك من المسلمين لا على التأبيد، لدلالة الحديث على أن مرتكب جنس الكبيرة من المسلمين يدخل الجنة، وليس فيه ما ينفي أنه قد يعذب قبل ذلك. كما أنه ليس في الآية ما ينفي أنه قد يدخل الجنة بعد التعذيب على معصية الرياء، "ف" (١١/ ٢٦١ - ٢٦٢).

(١) قوله: ({وَزِينَتَهَا}) وفي رواية أبي زيد بعد قوله: زينتها: " {نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا} الآية"، "ف" (١١/ ٢٦١).

(٢) مصغر، ضد الخفض، "ك" (٢٢/ ٢٠٩).

(٣) أي: المكان الذي ليس للقمر فيه ضوء، وإنما مشى خلفه لاحتمال أن يطرأ له -صلى الله عليه وسلم- حاجة فيكون قريبًا منه، "قس" (١٣/ ٥١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>