للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"أَنَّ الأَمَانَةَ (١) نَزَلَتْ فِي جَذْرِ (٢) قُلُوب الرِّجَالِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ" (٣). وَحَدَّثَنَا (٤) عَنْ رَفْعِهَا (٥) قَالَ (٦): "يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ (٧) مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا

===

(١) قوله: (أن الأمانة) التي هي ضد الخيانة. والظاهر: أن المراد بالأمانة التكليفُ الذي كلّف الله تعالى به عباده والعهدُ الذي أخذه عليهم، كذا في "القسطلاني" (١٣/ ٥٧٨). قوله: "في جذر قلوب الرجال" بفتح الجيم وكسرها وسكون الذال المعجمة، وهو الأصل من كل شيء، قاله أبو عبيد. قوله: "ثم علموا" أي: بعد نزولها في قلوب الرجال بالفطرة علموها من القرآن، قال تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآية [الأحزاب: ٧٢]، قال ابن عباس: هي الفرائض التي على العباد، وقيل: هي ما أمروا به ونهوا عنه، وقيل: هي الطاعة، نقله الواحدي عن أكثر المفسرين. قوله: "ثم علموا من السُّنَّة" أي: سُنَّة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحاصل المعنى: أن الأمانة كانت لهم بحسب الفطرة، وحصلت لهم بالكسب أيضًا بسبب الشريعة، "عيني " (١٥/ ٥٦٩).

(٢) أصل.

(٣) أي: سُنَّة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

(٤) أي: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

(٥) أي: رفع الأمانة،"ع" (١٥/ ٥٦٩).

(٦) أي: في بيان رفعها،"ع" (١٥/ ٥٦٩).

(٧) قوله: (فتقبض الأمانة) أي: بعضها لقوله: "فيظل أثرها" أي: يصير أثر الأمانة "مثل أثر الوكت" وهو كالنقطة في الشيء، وقيل: نقطة بيضاء تظهر في سواد العين. "والأثر" بفتحتين: ما بقي من رسم الشيء، يعني: يرفع الأمانةَ عن القلوب عقوبة على الذنوب، حتى إذا استيقظوا لم يجدوا قلوبهم على ما كانت عليه، ويبقى أثر من الأمانة مثل الوكت، وتارة "مثل المجل" بسكون الجيم وفتحها، وهو غلظ الجلد فيحسبه الناس أن في جوفه شيئًا وليس فيه شيء، فكذا هذا الرجل يحسبه الناس صالحًا ولا يكون فيه من الصلاح والإيمان شيء، وهذا أقل من الأولى لأنه شبه

<<  <  ج: ص:  >  >>