للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ (١)، ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ فَيَبْقَى أَتَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ (٢)،

===

بالمجوف. "كجمر" خبر محذوف أي: هو كجمر، أي: أثر المجل في القلب كأثر جمر قلبته على رجلك. "فنفط" موضع إصابة الجمر من رجلك، أي: صار نفطة أي: جُدَرِيًّا، "مجمع" (١/ ١١٧)، وذكر أيضًا في معنى الحديث ما قاله الكرماني (٢٣/ ١٨ - ١٩).


(١) قوله: (أثر الوكت) الوكت بفتح الواو وسكون الكاف وبالمثناة: الأثر اليسير، وقيل: السواد اليسير، وقيل: اللون المحدث المخالف للون الذي كان قبله. و"المجل" بفتح الميم وسكون الجيم وفتحها، هو النفط الذي يحصل في اليد من العمل بفأس ونحوه -مَجَلَتْ يده: نفطت من العمل فمرنت، أو المَجْلُ: أن يكون بين الجلد واللحم ماءٌ، أو المَجْلَة: قشرة رقيقة يجتمع فيها ماء من أثر العمل-. "ونفط" بكسر الفاء، والضمير راجع إلى الزجل، ولم يؤنث باعتبار العضو، "ك" (٢٣/ ١٨) "ع" (١٥/ ٥٧٠)، قال ابن فارس: النفط: قرح يخرج في اليد من العمل، "ع" (١٥/ ٥٧٠). "ومنتبراً" مفتعلاً، من الانتبار وهو: الارتفاع، ومنه المنبر لارتفاع الخطيب عليه. و"الأمانة": المتبادر منها إلى الذهن: المعنى المشهور منها وهو: ضد الخيانة، وقيل: المراد منها هو: التكاليف الإلهية. وحاصله: أن القلب يخلو عن الأمانة بأن تزول عنه شيئًا فشيئًا، فإذا زال جزء منها زال نورها وخلفته ظلمة كالوكت، وإذا زال شيء آخر منه صار كالمجل وهو أثر محكم لا يكاد يزول إلَّا بعد مدة، وهذه الظلمة فوق التي قبلها، ثم شبه زوال ذلك النور بعد ثبوته في القلب وخروجه منه واعتقاب الظلمة إياه بجمر تدحرجه على رجلك حتى يؤثر فيها، ثم تزول الجمرة ويبقى النفط، "ك" (١٨/ ٢٣)، "ع" (١٥/ ٥٧٠) - وحاصل المعنى: أن الأمانة كانت لهم بحسب الفطرة وحصلت لهم بالكسب أيضًا بسبب الشريعة، "ع" (١٥/ ٥٦٩)، "ف"-.
(٢) النفاخات التي تخرج في الأيدي عند كثرة العمل، "قس" (١٣/ ٥٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>