للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ (١)، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ (٢) عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ،

"يَسْمَعُ بِهِ" لفظ "بهِ" ثبت في هـ. "اسْتَعَاذَنِي" في نـ: "اسْتَعَاذَ بِي".

===

الطلب، وذلك أن مساعي الإنسان إنما تكون بهذه الجوارح الأربع، انتهى، كذا في "الطيبي" (٤/ ٣٢٦ - ٣٢٧)، و"الكرماني" (٢٣/ ٢٢ - ٢٣)، و"العيني" (١٥/ ٥٧٧) و"الخير الجاري".

وفي "التوشيح" (٨/ ٣٨٦٣): اتفق العلماء ممن يعتد بقوله على أن هذا مجاز وكناية عن نصرة العبد وتأييده وإعانته حتى كأنه سبحانه ينزل نفسه من عبده منزلة الآلات التي يستعين بها، ولهذا وقع في رواية: "فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي "، زاد عبد الواحد من حديث عائشة: "وفؤادَه الذي يعقل به، ولسانَه الذي يتكلم به "، انتهى.

وقيل: المراد بالسمع: المسموع أي: لا يسمع إلَّا ذكري وكذا … إلخ، "خ". وقيل: فيه مضاف محذوف، والتقدير: كنت حافظ سمعه الذي يسمع به، فلا يسمع إلَّا ما يحل سماعه، "ع" (١٥/ ٥٧٧). وعن أبي عثمان -أحدِ أئمة الصوفية- ما أسند عنه البيهقي في "الزهد": معنى الحديث: كنت أسرع إلى قضاء حوائجه من سمعه في الاستماع، وعينه في النظر، ويده في اللصس، ورجله في المشي، "خ". [وانظر: "الزهد الكبير" للإمام البيهقي، (ص: ٤٣٧، ح: ٧٠٩)].

(١) أي: كنت في النصرة كسمعه وبصره ويده ورجله، "ع" (١٥/ ٥٧٧).

(٢) قوله: (وما ترددت) التردد تعارض الرأيين وترادف الخاطرين، قال الكرماني (٢٣/ ٢٣): وكذلك التردد أيضًا مثل؛ لأنه أيضًا محال على الله، ويؤوَّل بوجهين: أحدهما: أن العبد قد يشرف في أيام عمره على المهالك

<<  <  ج: ص:  >  >>