للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٥٦٣ - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍ و (١)، عَنْ خَيثَمَةَ (٢)، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- ذَكَرَ النَّارَ فَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ وَتَعَوَّذَ مِنْهَا، ثمَّ ذَكَرَ النَّارَ فَأَشَاحَ (٣) بِوَجْهِهِ وَتَعَوَّذَ

"وَتَعَوَّذَ" في نـ: "فَتَعَوَّذُوا" وكذا في الموضع الآتي.

===

من نحاس. و"القمقم" بضم القافين: الآنية من الزجاج، قاله الكرماني (٢٣/ ٥٤). قلت: فيه تأمل؛ لأن الحديث يدل على أنه إناء يغلي فيه (١) الماء أو غيره، وإناء الزجاج كيف يغلي فيها الماء؟ وقال غيره: هو إناء ضيق الرأس يسخن فيه الماء يكون من نحاس وغيره، وهو فارسي، وقيل: رومي معرب، ثم إن عطف القمقم على المرجل بالواو هو الصواب، وقال القاضي عياض: والقمقم بالواو لا بالباء، وأشار به إلى رواية من روى: "كما يغلي المرجل بالقمقم" وعلى هذا فسره الكرماني: باْن الباء للتعدية، ووجه التشبيه هو كما أن النار تغلي المرجل الذي في رأسه قمقم فتسري الحرارة إليها وتؤثر فيها، كذلك النار تغلي بدن الإنسان يحيث يؤدي أثرها إلى الدماغ، "ع" (١٥/ ٦٢٦). وقال غيره: يحتمل أن يكون الباء بمعنى مع، وعند الإسماعيلي: "كما يغلي المرجل أو القمقم" بالشك، "قس" (١٣/ ٦٥٣).

(١) ابن مُرّة، "ع" (١٥/ ٦٢٦).

(٢) ابن عبد الرحمن، "ع" (١٥/ ٦٢٦).

(٣) قوله: (فأشاح) بالشين المعجمة والحاء المهملة، أي صرف وجهه. وقال ابن الأثير: المشيح الحذر والجادُّ في الأمر، وقيل: المقبل إليك المانع لما وراء ظهره، فيجوز أن يكون لِـ"أشاح" هنا أحد هذه المعاني، أي: حذر النار، كأنه ينظر إليها، أو جَدَّ على الإيصاء باتقائها، أو أقبل إليك في خطابه، "ع" (١٥/ ٦٢٦). ومرَّ الحديث (برقم: ٦٥٤٠).


(١) في الأصل: "أنه إنما يغلي فيه".

<<  <  ج: ص:  >  >>