ذكر النصارى، وفيه "فيتساقطون في جهنم حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر، فكان اليهود وكذا النصارى ممن كان لا يعبد الصلبان لما كانوا يدعون أنهم يعبدون الله تأخروا مع المسلمين، فلما حققوا (١) على عبادة من ذكر من أنبياء الله ألحقوا بأصحاب الأوثان، انتهى مختصرًا.
(١) قوله: (وتبقى هذه الأمة) قال ابن أبي جمرة [في "بهجة النفوس" (٢/ ٢٤)]: يحتمل أن يكون المراد بالأمة أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويحتمل أن يحمل على أعم من ذلك، فيدخل [فيها] جميع أهل التوحيد حتى الجن، ويدل عليه ما في بقية الحديث- ليس كذلك؛ لأن هذا في حديث أبي سعيد في رواية مسلم"ع" (١٥/ ٦٣٦) - أنه يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر. قلت: ويؤخذ أيضًا من قوله في بقية هذا الحديث: "فأكون أول من يجيز، فإن فيه إشارة إلى أن الأنبياء بعده يجيزون أممهم، "ف"(١١/ ٤٤٩).
(٢) قوله: (فيها منافقوها) قال ابن بطال (٢/ ٤٢٥): في هذا الحديث أن المنافقين يتأخرون مع المؤمنين رجاء أن ينفعهم ذلك بناءً على ما كانوا يظهرونه في الدنيا، فظنوا أن ذلك يستمر لهم فيميز الله تعالى المؤمنين بالغرة والتحجيل، إذ لا غرة للمنافق ولا تحجيل. قلت: قد ثبت أن الغرة والتحجيل خاص بالأمة المحمدية، فالتحقيق أنهم في هذا المقام يتميزون بعدم السجود وبإطفاء نورهم بعد أن حصل لهم، ويحتمل أن يحصل لهم الغرة والتحجيل ثم يسلبان عند إطفاء النور.
وقال القرطبي [في "المفهم"(١/ ٤١٦)]: ظن المنافقون أن تسترهم بالمؤمنين ينفعهم في الآخرة كما كان ينفعهم في الدنيا جهلًا منهم، ويحتمل أن يكونوا حشروا معهم لما كانوا يظهرونه من الإسلام حتى ميزهم الله تعالى منهم، "ف"(١١/ ٤٤٩).