للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَيَتْبَع مَنْ كَانَ يَعْبُد الطَوَاغِيتَ (١)،

===

(١) قوله: (الطواغيت) جمع الطاغوت، وهو الشيطان والصنم، ويكون جمعًا ومفردًا، ومذكرًا ومؤنثًا، ويطلق على رؤساء الضلال، وقال الجوهري: الطاغونـ: الكاهن، والشيطان، وكل رأس في الضلال (١). وقد يكون واحدًا، قال تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} [النساء: ٦٠]، وقد يكون جمعًا، قال تعالى: {أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ} [البقرة: ٢٥٧]. وطاغوت: وإن جاء على وزن لاهوت فهو مقلوب؛ لأنه من طغى، ولاهوت غير مقلوب؛ لأنه من لاه بمنزلة الرهبوت والرحموت، انتهى. واعترض عليه بأنه ليس بجمع عند المحققين من أهل العربية؛ لأنه مصدر كالرهبوت والرحموت، وأصله طغيوت، فقدمت الياء على الغين فصار طيغوت فقلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وإذا ثبت أنها في الأصل مصدر بمعنى الطغيان ثبت أنها اسم مفرد، وإنما جاء الضمير العائد إليه جمعًا في قوله تعالى: {يُخْرِجُونَهُمْ} لكونها جنسًا معرفًا بلام الجنس، "ع" (١٥/ ٦٣٦). قال الطبري: واتباعهم لهم حينئذ باستمرارهم على الاعتقاد فيهم، ويحتمل أن يتبعوهم بأن يساقوا إلى النار قهرًا. ووقع في حديث -الآتي في "التوحيد" [رقم: ٧٤٤٠]-: "فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم، وأصحاب الأوثان مع أوثانهم، وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم"، فأفادت هذه الزيادة تعميم من كان يعبد غير الله، إلَّا من يذكر من اليهود والنصارى فإنه يخص من عموم هذا بدليله الآتي ذكره، "ف" (١١/ ٤٤٨ - ٤٤٩)، وهو ما هذا لفظه: وقع في رواية سهيل التي أشرت إليها قريبًا: "فتتبع الشياطين والصليب أولياؤهم (٢) إلى جهنم "، ووقع في حديث أبي سعيد من الزيادة: "ثم يؤتى بجهنم كأنها سراب " بمهملة ثم موحدة "فيقال لليهود: ما كنتم تعبدون؟ … " الحديث، وفيه:


(١) في الأصل: "رأس ضلال".
(٢) في الأصل: "فيتبع الشياطين الطواغيت أولياؤهم ".

<<  <  ج: ص:  >  >>