للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَإِذَا رَأَى مَا فِيهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ. فَيَقُولُ: أَوَلَيسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟! ويلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ! فَيَقُولُ: يَا رَبِّ لَا تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ (١). فَلَا يَزَالُ يَدْعُو حَتَّى يَضْحَكَ، فَإِذَا ضحِكَ مِنْهُ أَذِنَ لَهُ بِالدُّخُولِ فِيهَا، فَإِذَا دَخَلَ فِيهَا قِيلَ لَهُ: تَمَنَّ مِنْ كَذَا. فَيَتَمَنَّى، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: تَمَنَّ مِنْ كَذَا. فَيَتَمَنَّى حَتَّى تَنْقَطِعَ بِهِ الأَمَانِيُّ فَيَقُولُ لَهُ: هَذَا لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ ". قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا. [راجع: ٨٠٦].

"ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ" في سـ، حـ، ذ: "ثُمَّ قَال: يَا رَبِّ ". "أَوَ لَيسَ" في ذ: "أوَ لَسْتَ". لاقِيلَ لَهُ: تَمَنَّ" كذا في ذ، وفي نـ: "قِيلَ: تَمَنَّ ". "فَيقُولُ لَهُ: هَذَا لَكَ" كذا في هـ، وفي نـ: "فَيقُولُ: هَذَا لَكَ ".

===

(١) قوله: (أشقى خلقك) فإن قيل: ليس هو أشقى الخلق، لأنه مؤمن خارج من النار، قلت: الأشقى بمعنى الشقي أو يخصص الخلق بالخارجين منها. فإن قلت: الضحك لا يصح على الله؟ قلت: [هو] مجاز عن الرضاء به. و"من كذا، أي من الجنس الفلاني. و"ذلك الرجل" قيل: اسمه هناد، بالنون والمهملة. وقيل: جهينة. يقول أهل الجنة: سلوه: هل بقي في النار من المؤمنين أحد؟

وعند جهينة الخبر اليقين

فإن قلت: ما وجه الجمع بين الروايتين؟ قلت: يحتمل أن يكون قد أخبر أولًا بالمثل ثم أطلعه بتفضله (١) بالعشرة، وفيه وقوع الرؤية يوم القيامة، "ك" (٢٣/ ٦٢).


(١) هكذا في "عمدة القاري" وهو الظاهر، وفي "الكرماني": "بتفصيله".

<<  <  ج: ص:  >  >>