للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُخْرِجُوهُمْ، فَيَعْرِفُونَهُمْ بِعَلَامَةِ آثَارِ السُّجُودِ، وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنِ ابْنِ آدَمَ أَثَرَ السُّجُودِ، فَيُخْرِجُونَهُمْ قَدِ امْتُحَشُوا، فَيُصَبُّ عَلَيهِمْ مَاءٌ، يُقَالُ لَهُ: مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيلِ، وَيَبقَى رَجُلٌ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا (١) وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا، فَاصْرِفْ (٢) وَجْهِي عَنِ النَّارِ. فَلَا يَزَالُ يَدْعُو اللَّهَ، فَيَقُولُ: لَعَلَّكَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟! فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيرَهُ. فَيُصْرَفُ (٣) وَجْهُهُ عَنِ النَّارِ، ثُمَّ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ: يَا رَبِّ قَرِّبْنِي إِلَى بَابٌ الْجَنَّةِ. فَيَقُولُ: أَلَيسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لَا تَسْأَلْنِي غَيرَهُ؟ ويلَكَ يا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ! فَلَا يَزَالُ يَدْعُو، فَيَقُولُ: لَعَلِّي إِنْ أَعْطَيتُكَ ذَلِكَ تَسْأَلنِي غَيرَهُ؟! فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيرَهُ، فَيُعْطِي اللَّهَ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهُ، فَيُقَرِّبهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ،

"وَيَبقَى رَجُلٌ" في هـ، ذ: "وَيَبقَى رَجُلٌ مِنْهُمْ ". "ذَكَاؤُهَا" كذا في صـ، مه، وفي ذ: "ذَكَاهَا". "لَعَلَّكَ" في نـ: "لَعَلّي". "يا ابْنَ آدَمَ" كذا في سـ، حـ، ذ، ولغيرهم: "ابْنَ آدَمَ". "إِنْ أَعْطَيْتُكَ" في سـ، حـ، ذ: "إِنْ أُعْطِكَ ". "تَسْأَلُنِي " في نـ: "أَنْ تَسْألَنِي ". "وَمَوَاثِيقَ" في هـ، حـ، ذ: "وَمِيثَاقَ".

===

(١) أي: النار، "قس" (١٣/ ٦٧٢).

(٢) قيل: كيف يقول هذا القول، والحال أنه يمرّ على الصراط طالبًا الجنة فوجهه إلى الجنة؟ وأجيب بأنه قيل: كأنه ممن ينقلب على الصراط ظهرًا لبطن، فكأنه في تلك الحالة، انتهى إلى آخره، فصادف أن وجهه كان من قبل النار ولم يقدر على صرفه باختياره، فسأل الله تعالى في ذلك، "ع" (١٥/ ٦٣٩).

(٣) على البناء للمجهول، "قس" (١٣/ ٦٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>