للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ: أَنْبَأَنِي سُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ زيدَ بْنَ وَهْبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّه (١) قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- وهُوَ الصَّادَقُ الْمَصْدُوقُ (٢): "إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ (٣) فِي بَطْنِ (٤) أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا،

"إِنَّ أَحَدَكُمْ" في نـ: "قَالَ: إِنَّ أَحَدَكُم"، وفي هـ، ذ: "إِنَّ خلق أَحَدِكُمْ" -أي: ما يخلق منه، "طيبي" (١/ ٢١٩) -.

===

(١) ابن مسعود، "ع" (١٥/ ٦٥٣).

(٢) قوله: (الصادق المصدوق) أي المخبر به، بلفظ المفعول صدقًا، أي ما أخبره جبرئيل به كان صادقًا. ويحتمل أن يراد: المصدوق من جهة الناس. فإن قلت: ما الغرض من ذكر الصادق وهو إعلام بالمعلوم؟ قلت: لما كان مضمون الخبر أمرًا مخالفًا لما عليه الأطباء أراد الإشارة إلى صدقه وبطلان ما قالوه، أو ذكره تلذُذًا أو تبرُّكًا وافتخارًا. قال الطبيب (١): إنما يتصور الجنين فيما بين ثلاثين يومًا إلى أربعين، والمفهوم من الحديث أن خلقته إنما تكون بعد أربعة أشهر، "ك" (٢٣/ ٧٢).

(٣) قوله: (يجمع) قال القرطبي في "المفهم" [٦/ ٦٤٩]: المراد أن المني يقع في الرحم حين انزعاجه بالقوة الشهوانية الدافعة مبثوثًا متفرقًا، فيجمعه الله (٢) في محل الولادة من الرحم، قال ابن الأثير في "النهاية": يجوز أن يراد بالجمع مكث النطفة في الرحم، كذا في "ف" (١١/ ٤٧٩ - ٤٨٠).

(٤) روي عن ابن مسعود في تفسير هذا الحديث: أن النطفة إذا وقعت في الرحم فأراد الله أن يخلق منها بشرًا طارت في بشرة المرأة تحت كل ظفر وشعر ثم تمكث أربعين ليلة، ثم تنزل دمًا في الرحم، فذلك جمعها. والصحابة أعلم الناس بتفسير ما سمعوه، "طيبي" (١/ ٢١٩).


(١) في "شرح الكرماني": الطب، وفي "عمدة القاري" (١٥/ ٦٥٤): الأطباء.
(٢) في الأصل: "فيجمعها اللَّه".

<<  <  ج: ص:  >  >>