للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {أَوْ أَثَارَةٍ (١) مِنْ عِلْمٍ} [الأحقاف: ٤]: يَأْثُرُ عِلْمًا.

"أَوْ أُثَرَةً" في نـ: "أَوْ أَثَارَةٍ".

===

أي: ما حلفت بها ولا حكيت ذلك عن غيري. وقد استشكل هذا التفسير، إذ الحاكي عن غيره لا يسمى حالفًا! وأجيب: باحتمال أن يكون العامل فيه محذوفًا، أي: ولا ذكرتها آثرًا عن غيري، أو يكون ضمن حلفت معنى تكلمت، وجوّز شيخنا في "شرح الترمذي" لقوله: "آثرًا" معنى آخر، أي: مختارًا، يقال: آثر الشيء إذا اختاره، فكأنه قال: ولا حلفت بها مؤثرًا لها على غيرها. قال شيخنا: ويحتمل أن يرجع قوله: "آثرًا" إلى معنى التفاخر بالآباء والإكرام لهم، فكأنه قال: ما حلفت بآبائي ذكرًا لمآثرهم. وجوّز في قوله: "ذاكرًا" أن يكون من الذكر - بضم المعجمة - كأنه احترز عن أن يكون نطق بها ناسيًا، وهو يناسب تفسير "آثرًا" بالاختيار كأنه قال: لا عامدًا ولا مختارًا. وجزم ابن التين في "شرحه" بأنه من الذكر بالكسر لا بالضم، قال: وإنما هو لم أقله من قبل نفسي ولا حدثت عن غيري أنه حلف به. واستشكل أيضًا أن كلام عمر المذكور يقتضي أنه تورع عن النطق بذلك فكيف نطق به في هذه القصة؟ وأجيب بأنه: اغتفر لذلك لضرورة التبليغ، كذا في "الفتح" (١١/ ٥٣٢). قوله: "ذاكرًا ولا … " إلخ، هذا منه رضي الله عنه مبالغة في الاجتناب وأن لا يجري على اللسان ما صورته صورة الممتنع شرعًا.

(١) قوله: (أو أثرة) ذكر الصغاني وغيره أنه قرئ أيضًا إثارة بكسر أوله، وأثرة بفتحتين وسكون ثانيه مع فتح أوله ومع كسره، "ف" (١١/ ٥٣٢)، وفي هامش الفرع كأصله قرئ بضم الهمزة وسكون المثلثة وبفتحها، "قس" (١٤/ ٦٦)، أي: قال مجاهد في تفسير قوله تعالى: {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الاحقاف: ٤]، وفسر قوله: "أثارة" بقوله: "يأثر علمًا" أي ينقل خبرًا عمن كان قبله، وقال مقاتل:

<<  <  ج: ص:  >  >>