أُتِيَ (١) عَلِيٌّ بِزَنَادِقَةٍ (٢) فَأَحْرَقَهُمْ (٣)، فَبَلَغَ (٤) ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحْرِقْهُمْ لِنَهْيِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللهِ"،
"لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللهِ" سقط في نـ.
===
(١) بضم الهمزة وكسر الفوقانية، "قس"(١٤/ ٣٩٦).
(٢) قوله: (بزنادقة) جمع الزنديق، قيل: هو المبطن للكفر، المظهر للإسلام كالمنافق. وقيل: قوم من الثنوية القائلين بالخالِقَيْن. وقيل: من لا دين له. وقيل: هو من يتبع كتاب زردشت المسمى بالزند. وقيل: الذين أحرقهم علي رضي الله عنه، هم كانوا عبدة الأوثان. وقال في كتاب "التبصرة" لأبي المظفر الإسفرائني: هم طائفة من الروافض تدعى السبائية، ادّعوا أن عليًّا إله، وكان رئيسهم عبد الله بن سبأ - بالمهملة والموحدة الخفيفة -، وكان أصله يهوديًا، "ك"(٢٤/ ٤٥). والمراد به: قوم ارتدوا عن الإسلام؛ لما أورد أبو داود في كتابه: أن عليًا رضي الله عنه أحرق ناسًا ارتدوا عن الإسلام. وقيل: قوم من السبائية أصحاب عبد الله بن سبأ، أظهر الإسلام ابتغاء للفتنة وتضليلًا للأمة، فسعى أولًا في إثارة الفتنة على عثمان حتى جرى عليه ما جرى، ثم انضوى إلى الشيعة، فأخذ في تضليل جهالهم حتى اعتقدوا أن عليًا رضي الله عنه هو المعبود، فعلم بذلك عليٌّ، فأخذهم واستتابهم فلم يتوبوا، فحفر لهم حفيرًا وأشعل النار فيها، ثم أمر بأن يرمى بهم فيها، "مرقاة"(٧/ ٩٧).
(٣) كان ذلك اجتهادًا منه ورأيًا ومصلحةً في زجرهم وزجر سائر المفسدين من أبناء جنسهم، يدل على ذلك ما روي أنه لما بلغه قول ابن عباس قال: صدق ابن عباس، "لمعات".
(٤) لم أقف على اسم من بلَّغه، وابن عباس رضي الله عنهما كان حينئذ أميرًا على البصرة من قبل علي رضي الله عنه، "قس"(١٤/ ٣٩٦)، "ف"(١٢/ ٢٧١).