وَالْبَارِئُ (١) وَالْخَالِقُ وَاحِدٌ، مِنَ الْبَدْءِ بَادِئَةٍ" (٢)، وفي ذ: "المبدعِ" بدل "المبتدع"، وفي سـ، حـ، ذ: "البادئ" بدل "البارئ"، وزاد في نـ: "قَالَ أبُو عَبدِ اللهِ" قبل "من البدء بادئة".
===
"واحد" ينافي هذا التأويل، و"الفاطر" من الفطر، وهو الابتداء والاختراع، قاله الجوهري. ثم قال: قال ابن عباس: كنت لا أدري ما [معنى]{فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها أي: أنا ابتدأتها. قوله: "والبديع" معناه: الخالق المخترع لا عن مثال سابق، فعيل بمعنى مفعل، يقال: أبدع فهو مبدع، وكذا في بعض النسخ: "مبدع". قوله: "والبارئ والخالق" قال الطيبي: قيل: الخالق البارئ المصور، ألفاظ مترادفة وهو وهم؛ لأن الخالق من الخلق، وأصله التقدير المستقيم، والبارئ مأخوذ من البرء، وأصله خلوص الشيء عن غيره، إما على سبيل التقصي منه، وعليه قولهم: برئ من مرضه، وإما على سبيل الإنشاء منه، ومنه: برأ الله النسمة وهو البارئ لها، "ع" (١٦/ ٢٧٤ - ٢٧٥).
(١) قوله - في النسخة -: (البارئ) بالراء والهمزة، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي بالدال المهملة بدل الراء، وزعم بعض الشراح: أن الصواب بالراء، وأن رواية الدال وَهْم، وليس كما قال، فقد وردت في بعض طرق الأسماء الحسنى [وفي الأسماء الحسنى أيضًا:] "المبدئ"، وقد وقع في العنكبوت ما يشهد لكل منهما في قوله:{أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ}[العنكبوت: ١٩]، ثم قال:{فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ}[العنكبوت: ٢٠] فالأول من الرباعي، واسم الفاعل منه: مبدئ، والثاني من الثلاثي، واسم الفاعل منه: بادئ، وهما لغتان مشهورتان، "ف" (١٢/ ٣٧٧) قال العيني: قلت: في هذا الرد نظر، انتهى.
(٢) قوله - في النسخة -: (من البدء وبادئة) كذا وجدته مضبوطًا في