(٤) قوله: (من تحلم) أي: من تكلف الحلم؛ لأن باب التفعل للتكلف، قوله: "لم يره" جملة وقعت صفة لقوله: "تحلم" قوله: "كلف" على صيغة المجهول أي: يعذب بذلك، وذلك التكليف نوع من العذاب، والاستدلال به في جواز تكليف ما لا يطاق، كيف وأنه ليس بدار التكليف؟ "ع" (١٦/ ٣١٥). وفي اختصاص الشعير بذلك دون غيره لما فيه من الشعور، فحصلت المناسبة بينهما من جهة الاشتقاق. وإنما اشتد الوعيد في ذلك مع أن الكذب في اليقظة قد يكون أشد مفسدة منه، إذ قد تكون شهادته في قتل أو حد؛ لأن الكذب في المنام كذب على الله أنه أراه ما لم يره، والكذب على الله أشد من الكذب على المخلوق، "قس" (١٤/ ٥٥٣).
قوله: "من تحلم" إلخ، مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: "من تحلم بحلم"، وإنما قال في الترجمة: من كذب في حلمه، ولفظ الحديث: "من تحلم" إشارة إلى ما ورد في بعض طرقه، وهو ما أخرجه الترمذي ح: ٢٢٨١ و ٢٢٨٢) من حديث علي رضي الله عنه رفعه: "من كذب في حلمه كلف يوم القيامة عقد شعيرة" وصححه الحاكم (٤/ ٣٩٢)، "ع" (١٦/ ٣١٥).