للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي جَذْرِ (١) قُلُوبِ الرِّجَالِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ". وَحَدَّثَنَا (٢) عَنْ رَفْعِهَا، قَالَ: "يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ (٣)، ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ فَيَبْقَى أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَر الْمَجْلِ (٤)، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ (٥)، فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا (٦) وَلَيْسَ فِيهِ شيْءٌ. وَيُصبِحُ النَّاسُ

"فَيَبْقَى" في نـ: "فَيَبْقَى فيها".

===

زواله بعد ثبوته في القلب واعتقاب الظلمة إياه بجمر تدحرجه على رجلك حتى يؤثر فيها ثم يزول الجمر ويبقى التنفط، "ك" (٢٤/ ١٦٣ - ١٦٤). قوله: "وحدثنا عن رفعها" أي: رفع الأمانة أصلًا حتى لا يبقى من يوصف بالأمانة إلا النادر، ولا يعكر - عَكَرَ على الشيء، يَعْكِرُ عَكْرًا وعُكُورًا واعتكر: كرَّ وانصرف، "ق" (ص: ٤٦٩) - على ذلك ما ذكره في آخر الحديث مما يدل على قلة من ينسب للأمانة؛ فإن ذلك بالنسبة إلى حال الأولين، فالذين أشار إليهم بقوله: "ما كنت أبايع إلا فلانًا وفلانًا" هم من أهل العصر الأخير الذي أدركه والأمانة فيهم بالنسبة إلى العصر الأول أقل، وأما الذي ينتظره فإنه حيث تفقد الأمانة من الجميع إلا النادر، "ف" (١٣/ ٣٩).

(١) بفتح الجيم وسكون المعجمة: الأصل، "ك" (٢٤/ ١٦٣).

(٢) قوله: (حَدَّثَنا) وهو الحديث الثاني، وفيه من أعلام النبوة؛ لأن فيه الإخبار عن فساد زمان الناس وقلة أمانتهم في آخر الزمان، "ع" (١٦/ ٣٥٤).

(٣) الأثر اليسير.

(٤) أثر العمل في اليد.

(٥) بكسر الفاء.

(٦) من الانتبار: وهو الارتفاع، ومنه المنبر، "ك" (٢٤/ ١٦٣)، أي: مرتفعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>