للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كَانُوا (١) يَستَحِبُّونَ أَنْ تتَمَثَّلُوا بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ عِنْدَ الْفِتَنِ:

"عِنْدَ الْفِتَنِ" زاد بعده في ذ: "قَال امرؤُ القَيسِ" (٢).

===

وهو خبر المبتدأ الذي هو الحرب، و"فتية" منصوب على الحال من الضمير المستكن في الظرف [المستقر] أي: الحرب موجودة في أول أكوانها على هذه الحا لة. قوله: "بزينتها" بكسر الزاي وسكون التحتية وبالنون، ورواه سيبويه: "ببزتها" بالباء الموحدة والزاي المشددة، والبزة: اللباس الجيد. قوله: "إذا اشتعلت" يقال: اشتعلت النار إذا ارتفع لهبها، و"إذا" يجوز أن تكون ظرفية ويجوز أن تكون شرطية، وجوا بها قوله: "وَلَّتْ". [قوله: "وَشَبَّ" بالشين المعجمة والباء الموحدة المشددة، يقال:، شبت الحرب: إذا اتقدت. قوله: "غير ذات حليل" بفتح الحاء المهملة وكسر اللام وهو الزوج، ويروى بالخاء المعجمة وهو ظاهر. قوله: "شمطاء" من الشمط بالشين المعجمة: اختلاط الشعر الأبيض بالشعر الأسود، ويجوز في إعرابه النصب على أن يكون صفة العجوز، والرفع على أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي: هي شمطاء. قوله: "ينكر" على صيغة المجهول، و"لونها" مرفوع به أي: بدل حسنها بقبح. "مكروهة" نصب على الحال من الضمير في "تغيرت". يصف فاها بالبخر مبالغة في التنفير منها. والمراد بالتمثيل بهذه الأبيات استحضار ما شاهدوه وسمعوه من حال الفتنة، فإنهم يتذكرون بإنشادها ذلك فيصدهم عن الدخول فيها حتى لا يغتروا بظاهر أمرها أولًا، "ع" (١٦/ ٣٥٩ - ٣٦٠)، "قس" (١٥/ ٤٩ - ٥٠)، "ك" (٢٤/ ١٦٩ - ١٧٠)، "ف" (١٣/ ٤٩ - ٥٠).

(١) أي: السلف.

(٢) كذا وقع عند أبي ذر في نسخة، والمحفوظ أن هذه الأبيات لعمرو بن معد يكرب الزبيدي، وقد جزم به المبرد في "الكامل"، "ع" (١٦/ ٣٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>