للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَى عَلِيٍّ (١) وَقَالَ: إِنَّهُ سَيَسْأَلُكَ الآنَ فَيَقُولُ: مَا خَلَّفَ صَاحِبَكَ (٢)؟ فَقُلْ لَهُ (٣): يَقُولُ (٤) لَكَ: لَوْ كُنْتَ فِي شِدْقِ (٥) الأَسَدِ (٦) لأَحْبَبتُ أَنْ

===

قوله: "سيسألك الآن … " إلخ، هذا هيّأه أسامة اعتذارًا عن تخلفه عن علي، لعلمه أن عليًا كان ينكر على من تخلف عنه ولا سيما مثل أسامة الذي هو من أهل البيت، فاعتذر بأنه لم يتخلف ضنًّا منه بنفسه عن علي ولا كراهة له، وأنه لو كان في أشد الأماكن هولًا لأحب أن يكون معه فيه ويواسيه بنفسه، ولكنه إنما تخلف لأجل كراهيته [في] ققال المسلمين، وهذا معنى قوله: "ولكن هذا أمر لم أره"، "ف" (١٣/ ٦٧).

(١) وهو بالكوفة، "ف" (١٣/ ٦٧).

(٢) أي: ما السبب في تخلفه عن مساعدتي؟ "ك" (٢٤/ ١٧٨).

(٣) أي: لعلي.

(٤) أي: أسامة.

(٥) والشدق: جانب الفم، "ك" (٢٤/ ١٧٨).

(٦) قوله: (في شدق الأسد … ) إلخ، بكسر المعجمة ويجوز فتحها وبسكون الدال المهملة بعدها قاف أي: جانب فمه من داخل، ولكل فم شدقان إليهما ينتهي شق الفم، وعند مؤخرهما ينتهي الحنك الأعلى والأسفل، ورجل أشدق واسع الشدقين، ويتشدق في كلامه إذا فتح فمه وأكثر القول [فيه] واتسع فيه، وهو كناية عن الموافقة حتى في حالة الموت؛ لأن الذي يفترسه الأسد بحيث يجعله في شدقه في عداد من هلك. قوله: "هذا أمر لم أره" يعني: قتال المسلمين، وسببه أنه [لما] قتل مرداسًا وعاتبه النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك قرّر على نفسه أن لا يقاتل مسلمًا. قوله: "فلم يعطني" هذه الفاء هي الفصيحة، والتقدير: فذهبت إلى علي فبلغته ذلك فلم يعطني شيئًا. قوله: "فأوقروا لي راحلتي" أي: حملوا [لي] على راحلتي ما أطاقت حمله، ولم يعين جنس ما أعطوه ولا نوعه. والراحلة: الناقة التي صلحت

<<  <  ج: ص:  >  >>