للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللهُ بِهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمًا فَقَالَ يَا قَوْمِ: إِنِّي رَأَيْتُ الْجَيْشَ (١) بِعَيْنَيَّ، وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ (٢)، فَالنَّجَاءَ (٣). فَأَطَاعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ فَأَدْلَجُوا (٤)، فَانْطَلَقُوا عَلَى مَهَلِهِمْ (٥) فَنَجَوْا، وَكَذَبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَأَصْبَحُوا مَكَانَهُمْ، فَصَبَّحَهُمُ الْجَيْشُ (٦)، فَأَهْلَكَهُمْ وَاجْتَاحَهُمْ (٧)، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ أَطَاعَنِي، فَاتَّبَعَ مَا جِئْتُ بِهِ، وَمَثَلُ مَنْ عَصَانِي وَكَذَّبَ بِمَا جِئْتُ بِهِ مِنَ الْحَقِّ". [أخرجه: ٢٢٨٣، تحفة: ٩٠٦٥].

"فَاتَّبَعَ" في سـ، حـ، ذ: "وَاتَّبَعَ".

===

(١) وقد تقدَّم الحديث (برقم: ٦٤٨٢) في "كتاب الرقاق".

(٢) قوله: (أنا النذير العريان) أي: المجرد عن الثياب. كان عادتهم أن الرجل إذا رأى العدو وأراد إنذار قومه يخلع ثيابه ويديرها حول رأسه إعلامًا لقومه من البعيد بالغارة ونحوها، قاله الكرماني (٢٥/ ٣٥).

وقال في "المجمع" (٣/ ٥٨٥): خص العريان لأنه أبين للعين وأغرب وأشنع عند المبصر، وذلك أن ربيئة القوم وعينهم يكون على مكان عال، فإذا رأى العدو ينزع ثوبه، وألاح به لينذر قومه ويبقى عريانًا، وروي بموحدة بدل مثناة بمعنى الفصيح أي: النذير المفصح بالإنذار لا يوري ولا يكني هو مثلٌ لشدة الأمر ودنوّ المحذور، انتهى.

(٣) ممدودًا ومقصورًا بالنصب على أنه مفعول مطلق أي: الإسراع، "ك" (٢٥/ ٣٥)، أي: انجوا بأنفسكم، والنجاء: السرعة، نجا ينجو إذا أسرع. نجا من الأمر إذا خلص، وأنجاه غيره، "مجمع" (٤/ ٦٨٥).

(٤) الإدلاج بلفظ الإفعال: السير أول الليل، وبالافتعال: السير آخر الليل.

(٥) أي: على سكينتهم، "ع" (١٦/ ٥٠٧).

(٦) أي: أتاهم صباحًا وأغار عليهم، "ع" (١٦/ ٥٠٧).

(٧) بالجيم ثم الحاء أي: استأصلهم، "ك" (٢٥/ ٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>