عَنْ خَيْثَمَةَ (١)، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْكُمْ (٢) مِنْ أَحَدٍ (٣) إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّه، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ (٤) وَلَا حِجَاب يَحْجُبُهُ"(٥). [راجع: ١٤١٣، تحفة: ٩٨٥٢].
"حِجَابٌ " في هـ: "حَاجِبٌ".
===
(١) ابن عبد الرحمن الجعفي، "ع"(١٦/ ٦٤٥)، "ك"(٢٥/ ١٥٥).
(٢) الخطاب للمؤمنين وقيل: بعمومه، "ك"(٢٥/ ١٥٥)، "ع"(١٦/ ٦٤٥).
(٣) المطابقة للترجمة تؤخذ من معنى الحديث، "ع"(١٦/ ٦٤٥).
(٤) قوله: (ترجمان) فيه لغات: ضم التاء والجيم، وفتحهما، وفتح الأولى وضم الثانية، "ك"(٢٥/ ١٥٥)، "ع"(١٦/ ٦٤٥)، هو من يترجم الكلام أي: ينقله من لغة إلى أخرى، "مجمع"(١/ ٢٦١).
(٥) قوله: (ولا حجاب يحجبه) وفي رواية الكشميهني: "ولا حاجب". قال ابن بطال (١٠/ ٤٦٦): معنى رفع الحجاب: إزالة الآفة من أبصار المؤمنين، المانعة لهم من الرؤية، فيرونه لارتفاعها عنهم بخلق ضدها فيهم، ويشير إليه قوله تعالى في حق الكفار:{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}[المطففين: ١٥].
وقال الحافظ صلاح الدين العلائي في شرح قوله في قصة معاذ:"واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب": والمراد بالحاجب والحجاب: نفي المانع من الرؤية، فلما نفى عدم إجابة دعاء المظلوم استعار الحجاب للرد، فكان نفيه دليلًا على ثبوت الإجابة، والتعبير بنفي الحجاب أبلغ من التعبير بالقبول؛ لأن الحجاب من شأنه المنع من الوصول إلى المقصود فاستعير نفيه لعدم المنع، ويتخرج كثير من أحاديث الصفات على الاستعارة التخييلية، وهي أن يشترك شيئان في وصف ثم يعتمد لوازم أحدهما