٧٤٤٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (١) قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ (٢) الجَونِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"جَنَّتَانِ (٣)
===
حيث تكون جهة الاشتراك وصفًا فثبت كماله في المستعار منه بواسطة شيء آخر فثبت ذلك للمستعار له مبالغة في إثبات المشترك، قال: وبالحمل على هذه الاستعارة التخييلية يحصل التخلص من مهاوي التجسم.
قال: ويحتمل أن يراد بالحجاب: استعارة محسوس لمعقول؛ لأن الحجاب حسي والمنع عقلي. قال: وقد ورد ذكر الحجاب في عدة أحاديث صحيحة، والله سبحانه منزه عما يحجبه إذ الحجاب إنما يحيط بمقدر محسوس، ولكن المراد بحجابه منعه أبصار خلقه أو بصائرهم بما شاء كيف شاء، وإذا شاء كشف عنهم، ويؤيده قوله في الحديث الذي بعده: "وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه" فإن ظاهره ليس مرادًا قطعًا، فهي استعارة جزمًا، "ف" (١٣/ ٤٣٠ - ٤٣١).
(١) هو ابن المديني، "ع" (١٦/ ٦٤٥).
(٢) عبد الملك بن حبيب، "ع" (١٦/ ٦٤٥).
(٣) قوله: (جنتان … ) إلخ، إشارة إلى ما في قوله تعالى:{وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} وتفسير له، وهو خبر مبتدأ أي: هما جنتان، و"آنِيَتهما" مبتدأ، و"مِن فضَّةٍ" خبره، ويحتمل أن يكون فاعل "فضة" كما قال ابن مالك: "مررت بواد أثل كله"، إن "كله" فاعل "الأثل" بالمثلثة أي: جنتان مفضض آنيتهما. والحديث من المتشابهات؛ إذ لا وجه حقيقة ولا رداء، فإما أن يفوض، أو يؤول الوجه بالذات، والرداء بشيء كالرداء من صفاته اللازمة لذاته المقدسة عما يشبه المخلوقات. [قال القرطبي في "المفهم" (١/ ٤١٢): الرداء استعارة كنى بها عن العظمة كما في الحديث الآخر: "الكبرياء ردائي والعظمة إزاري"، وليس المراد الثياب المحسوسة، "ع" (١٦/ ٦٤٥)].