للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: "إِنَّمَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ". ثُمَّ ذَكَرَ زَهْرَةَ الدُّنْيَا، فَبَدَأَ بِإِحْدَاهُمَا (١) وَثَنَّى بِالأُخْرَى (٢)، فَقَامَ رَجُلٌ (٣) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَسَكَتَ عَنْهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-، قُلْنَا يُوحَى إِلَيْهِ، وَسَكَتَ النَّاسُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمِ الطَّيْرَ (٤)، ثُمَّ إِنَّهُ مَسَحَ عَنْ وَجْهِهِ الرُّحَضَاءَ، فَقَالَ: "أَيْنَ السَّائِلُ آنِفًا؟ أَوَ خَيْرٌ هُوَ -ثَلَاثًا- إِنَّ الْخَيْرَ لَا يَأْتِي إِلَّا بِالْخَيْرِ، وَإِنَّهُ كُلُّ مَا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ (٥) أَوْ يُلِمُّ (٦)

"يَقْتُلُ" في نـ: "مَا يَقْتُلُ وزاد في نـ: "حَبَطًا".

===

(١) قوله: (فبدأ بإحداهما) أي: بالبركات.

(٢) قوله: (وثَنَّى بالأخرى) أي: بالزهرة، قوله: "أَوَ يأتي الخير بالشر؟ " أي أتصير النعمة عقوبة؟ قوله: "الرُّحضاء" بضم الراء وفتح المهملة وبالمد: العرق، قوله: "أَوَ خير هو؟ " أي: المال هو خير؟ على سبيل الإنكار، قوله: "إن الخير لا يأتي" أي: الخير الحقيقي لا يأتي إلا بالخير، لكن هذا ليس خيرًا حقيقيًا لما فيه من الفتنة والاشتغال عن كمال الإقبال إلى الآخرة، كذا في "الكرماني" (١٢/ ١٣١).

(٣) لم أَقِفْ عليه، "خ"، "قس" (٦/ ٣٧٣).

(٤) بالنصب اسم كأن، أي: كل واحد صار كمن على رأسه طير يريد صيده، فلا يتحرك، "تنقيح" (٢/ ٦٣٥).

(٥) قوله: "يقتل حبطًا" بفتح المهملة والموحدة، وهو انتفاخ البطن من كثرة الأكل، كذا في "الفتح" (٦/ ٤٩).

(٦) قوله: (أو يلم) بضم أوله وكسر اللام، أي: يقرب من القتل، كذلك الذي يكثر من الدنيا من غير محلها ويمنع ذا الحق حقَّه، يهلك في الآخرة بدخول النار، وفي الدنيا بأذى الناس له، كذا في "القسطلاني" (٣/ ٦٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>