وَالْحِبَالِ، وَشَارِفَايَ مُنَاخَتَانِ إِلَى جَنْبِ حُجْرَةِ رَجُلٍ (١) مِنَ الأَنْصَارِ، فَرَجَعْتُ حِينَ جَمَعْتُ مَا جَمَعْتُ، فَإِذَا شَارِفَايَ قَدْ أجِبَّتْ أَسْنِمَتُهُمَا، وَبُقِرَتْ خَوَاصِرُهُمَا، وَأُخِذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا، فَلَمْ أَمْلِكْ عَينَيَّ (٢) حِينَ رَأَيْتُ ذَلِكَ الْمَنْظَرَ مِنْهُمَا، فَقُلْتُ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ فَقَالُوا: فَعَلَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (٣)، وَهُوَ فِي هَذَا الْبَيتِ فِي شَربٍ (٤) مِنَ الأَنْصَارِ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ (٥) عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ (٦)، فَعَرَفَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - في وَجْهِي الَّذِي لَقِيتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا لَكَ؟ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ، عَدَا (٧) حَمْزَةُ عَلَى نَاقَتَيَّ،
"مُنَاخَتَانِ" في صـ: "مُنَاخَانِ". "فَرَجَعْتُ" كذا في عسـ، قتـ، ذ، وفي نـ:"رَجَعْتُ". "أُجِبَّتْ" في هـ، ذ:"جُبَّتْ". "فَلَمْ أَمْلِكْ" في هـ، ذ:"وَلَم أَمْلِكْ". "حِينَ رَأَيْتُ" في هـ: "حَيثُ رَأَيْتُ".
(٢) قوله: (فلم أملك عيني) أي: بكيتُ، وإنما كان بكاؤه رحمةً على الشارفين وخوفًا من توهم تقصيره في حق فاطمة، أو في تأخير الابتناء بسبب ما فات منه ما يستعان به لا لأجل فوات متاع الدنيا، "ك"(١٣/ ٧٤)، "خ".