للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا، وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، وَهَا هُوَ ذَا فِي بَيتٍ مَعَهُ شَرْبٌ، فَدَعَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- برِدَائِهِ فَارْتَدَى ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي، وَاتَّبَعْتُهُ أَنَا وَزيدُ بْنُ حَارِثَةَ حَتَّى جَاءَ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ حَمْزَةُ، فَاسْتَأذَنَ فَأَذِنُوا لَهُمْ فَإِذَا هُمْ شَرْبٌ، فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَلُومُ حَمْزَةَ فِيمَا فَعَلَ، فَإِذَا حَمْزَةُ قَدْ ثَمِلَ (١) مُحْمَرَّةٌ عَيْنَاهُ، فَنَظَرَ حَمْزَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، ثُمَّ صَعَّدَ (٢) النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى رُكْبَتِهِ، ثُمَّ صعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى سُرَّتِهِ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ حَمْزَةُ: هَلْ أَنْتُم إِلَّا عَبِيدٌ لأَبِي (٣)، فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أنَّهُ قَدْ ثَمِلَ، فَنَكَصَ (٤) رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- علَى عَقِبَيهِ الْقَهْقَرَى فَخَرَجْنَا مَعَهُ. [راجع: ٢٠٨٩].

"فَأَجَبَّ" في هـ، ذ: "فَجَبَّ". "إِلَى رُكْبَتِهِ" في ذ: "إِلَى رُكْبَتَيهِ".

"فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "فَعَرَفَ النَّبِيُّ". "فَخَرَجْنَا مَعَهُ" في نـ: "وَخَرَجْنَا مَعَهُ".

===

(١) قوله: (قد ثمل) بفتح المثلثة وكسر الميم، أي: سكر، "ك" (١٣/ ٧٤)، "خ".

(٢) أي: رفع.

(٣) قوله: (إلا عبيد لأبي) وفي رواية ابن جريج: "لآبائي" قيل: أراد أن أباه عبد المطلب جد للنبي -صلى الله عليه وسلم- ولعلي أيضًا، والجد يدعى سيدًا، وحاصله أن حمزة أراد الافتخار عليهم بأنه أقرب إلى عبد المطلب منهم، قوله: "القهقرى" هو المشي إلى خلف، وكأنه فعل ذلك خشية أن يزداد عبث حمزة في حالة سكره فينتقل من القول إلى الفعل، قوله: "فخرجنا معه" زاد ابن جريج: "وذلك قبل تحريم الخمر" أي: ولذلك لم يؤاخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- حمزةَ بقوله، كذا في "فتح الباري" (٦/ ٢٠١)، ومرّ الحديث مع بيانه (برقم: ٢٣٧٥) في "كتاب الشرب".

(٤) أي: رجع.

<<  <  ج: ص:  >  >>