للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ؟ قَالَ: "بَلَى"، قَالَ: فَعَلامَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ (١) فِي دِينِنَا؟ أَنَرْجِعُ وَلَمْ يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ؟ قَالَ: "يَا ابْنَ الْخَطَّاب، إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَلَنْ يُضيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا". فَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرَ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللَّهُ أَبَدًا. فَنَزَلَتْ سُورَةُ الْفَتْحِ (٢)، فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى عُمَرَ إِلَى آخِرِهَا، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَ فَتْحٌ هُوَ (٣)؟ قَالَ: "نَعَمْ". [راجع: ٣١٨١].

"فَعَلامَ" كذا في ذ، وفي نـ: "فَعَلَى مَا". "وَلَمْ يَحْكُمِ" كذا في عسـ، ذ، وفي نـ: "وَلَمَّا يَحْكُمِ". "قَالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ" كذا في ذ، وفي نـ: "قَالَ: ابْنَ الْخَطَّابِ". "فَقَالَ عُمَرُ" في ذ: "قَالَ عُمَرُ".

===

(١) بوزن الفعيلة أي: النقيصة والخطة الخسيسة، "ك" (١٣/ ١٤٣)، "خ".

(٢) أي: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١)} [الفتح: ١]، "خ"، "ك" (١٣/ ١٤٤).

(٣) قوله: (أَوَ فتح هو) أي: صلح الحديبية فتح مع ما فيه نوع وهن؟ قوله: "قال: نعم" فإنه كان مبدأ الفتوح وأعظم مباديه حصل الناس به مغانم وبركات الدنيا والآخرة، كذا في "الخير الجاري"، ومرّ بيان الحديث (برقم: ٢٧١٢) في "الشروط". قال في "الفتح" (٦/ ٢٨١): وذكر في الباب حديثين: أحدهما عن سهل بن حنيف، والثاني حديث أسماء، ووجه تعلق الأول من جهة ما آل إليه أمر قريش في نقضها العهدَ، من الغلبة عليهم وقهرهم بفتح مكة، فإنه يوضح أن مآل الغدر مذموم ومقابل ذلك ممدوح، ومن ههنا يتبين تعلق الحديث الثاني، ووجهه أن عدم الغدر اقتضى جواز صلة القريب ولو كان على غير دين الواصل، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>