(٣) قوله: (أو كان ممن استثنى الله) أي: فلم يكن ممن صَعِقَ. قال الكرماني (١٤/ ٥٩): فإن قلت: سبق آنفًا أنه قال: "لا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور" فما التوفيق بينهما؟ قلت: لا منافاة بينهما؛ إذ "من شاء الله" عامّ والمجزيّ بالصعقة الطوريّة داخل تحت عمومه، انتهى.
قال في "اللمعات": والمراد بالصعقة في هذا الحديث صعقة فَزْعٍ يكون بعد البعث يصعق به الناس ويسقط الكل ولا يسقط موسى اكتفاءً بصعقته في الطور، انتهى. ولو كان المراد بها الصعقة الأولى أي: صعقة موت لم يتردَّدِ النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه، بل جزم بأنه مات؛ لأن الواقع أن موسى قد كان مات، فدلّ على أنها صعقة فزع لا صعقة موت، كذا في "الفتح"(٦/ ٤٤٥).