" فَقَالَ لَهُ: هَلْ تَوبَةٌ" في نـ: "فَقَالَ لَهُ: هَلْ مِنْ تَوْبَةٍ"، وفي أخرى: "فَقَالَ لَهُ: تَوْبَة".
(١) قوله: (راهبًا) هو واحد رهبان النصارى وهو الخائف والمتعبّد، كذا في "الكرماني" (١٤/ ١٠١). قال صاحب "الفتح" (٦/ ٥١٧): فيه إشعار بأن ذلك كان بعد رفع عيسى - عليه السلام -؛ لأن الرهبانية إنما ابتدعها أتباعه كما نصّ عليه القرآن.
(٢) قوله: (هل من توبة؟) أي: هل تُقْبَل توبته. قال الطيبي (٥/ ٩٦): في الحديث إشكال؛ لأنا إن قلنا: لا، فقد خالفنا نصوصًا، وإن قلنا: نعم، فقد خالفنا أيضًا أصل الشرع، فإن حقوق بني آدم لا تسقط بالتوبة، بل توبتها أداؤها إلى مستحقّيها، أو الاستحلال منها. فالجواب: أن اللّه تعالى إذا رضي منه وقبل توبته يرضي خصمه، انتهى.
(٣) قوله: (فأدركه الموت) الفاء فيه فصيحة، أي: أدركه أمارات الموت، كذا في "الكرماني" (١٤/ ١٠١).
(٤) قوله: (فناء) بنون ومدّ وبعد الألف همزة أي: مال "بصدره نحوها" أي: نحو القرية التي تَوَجَّه إليها للتوبة، وحكي فنأى بغير مدّ قبل الهمزة وبإشباعها بوزن سَعَى، أي: بَعُد بصدره عن الأرض التي خرج منها، "قسطلاني" (٧/ ٤٨٣). [في "اللامع" (٨/ ١٠٩): فيه دلالة على شدة اعتناء الرجل بأمره ونصوح توبته].
(٥) قوله: (فاختصمتْ فيه) وفي رواية هشام: "فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبًا مقبلًا بقلبه إلى اللّه، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرًا قطّ،