للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا (١) (٢) غَيرَ رَبِّي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَليلًا، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسلَامِ وَمَوَدَّتُهُ، لَا يُبقَيَنَّ (٣) فِي الْمَسجِدِ بَابٌ إِلَّا سُدَّ،

"أَبَا بَكْرٍ خَليلًا" سقط لفظ "خَليلًا" في نـ.

===

لأنه اسم إنّ، ووجه الرفع بتقدير ضمير الشأن أي: إنه، والجار والمجرور بعده خبر مقدّم، وأبو بكر مبتدأ [مؤخّر]، أو على أن مجموع الكنية اسم فلا يعرب ما وقع فيها من الأداة، أو "إنّ" بمعنى نعم، أو أن "من" زائدة على رأي الكسائي، وقال ابن بري: يجوز الرفع إذا جعلت "من" صفةً لشيء محذوف، تقديره: إن رجلًا أو إنسانًا من أمن الناس، فيكون اسم إن محذوفًا، والجار والمجرور في موضع الصفة، وقوله: "أبو بكر" الخبر. وقوله: "أمنّ" أفعل تفضيل من المنّ بمعنى العطاء والبذل، يعني: إن أبذل الناس لنفسه وماله، لا من المنة التي تفسد الصنيعة (١)، قاله في "الفتح" (٧/ ١٢ - ١٣).

وفي "المجمع" (٤/ ٦٣٧): ولا منّة لأحد عليه بل له المنة على الأمة قاطبة.

(١) أي: امتلأ قلبه بخلة اللّه فلم يتسع لغيره، من الخلة بالضم: الصداقة والمحبة التي تخللت في القلوب فصارت خلاله أي: في باطنه، "مجمع" (٢/ ١٠٥، ١٠٤).

(٢) قوله: (ولو كنت متّخذًا خليلًا … ) إلخ، قال الداودي: لا ينافي هذا قول أبي هريرة وأبي ذر وغيرهما: "أخبرني خليلي -صلى الله عليه وسلم-" لأن ذلك جائز لهم، ولا يجوز للواحد منهم أن يقول: أنا خليل النبي عليه الصلاة والسلام. ولهذا يقال: إبراهيم خليل اللّه، ولا يقال: اللّه خليل إبراهيم، كذا في "الفتح" (٧/ ١٣)، ومرَّ بيانه [برقم: ٤٦٧] في "الصلاة".

(٣) قوله: (لا يبقين) بفتح أوله وبنون التأكيد، وقد رواه بعضهم بضم أوله وهو واضح. قوله: "إلا سُدّ" بضم المهملة. وفي رواية مالك: "خوخة"


(١) في الأصل: تفسد الصيغة.

<<  <  ج: ص:  >  >>