لأنه اسم إنّ، ووجه الرفع بتقدير ضمير الشأن أي: إنه، والجار والمجرور بعده خبر مقدّم، وأبو بكر مبتدأ [مؤخّر]، أو على أن مجموع الكنية اسم فلا يعرب ما وقع فيها من الأداة، أو "إنّ" بمعنى نعم، أو أن "من" زائدة على رأي الكسائي، وقال ابن بري: يجوز الرفع إذا جعلت "من" صفةً لشيء محذوف، تقديره: إن رجلًا أو إنسانًا من أمن الناس، فيكون اسم إن محذوفًا، والجار والمجرور في موضع الصفة، وقوله:"أبو بكر" الخبر. وقوله:"أمنّ" أفعل تفضيل من المنّ بمعنى العطاء والبذل، يعني: إن أبذل الناس لنفسه وماله، لا من المنة التي تفسد الصنيعة (١)، قاله في "الفتح"(٧/ ١٢ - ١٣).
وفي "المجمع"(٤/ ٦٣٧): ولا منّة لأحد عليه بل له المنة على الأمة قاطبة.
(١) أي: امتلأ قلبه بخلة اللّه فلم يتسع لغيره، من الخلة بالضم: الصداقة والمحبة التي تخللت في القلوب فصارت خلاله أي: في باطنه، "مجمع"(٢/ ١٠٥، ١٠٤).
(٢) قوله: (ولو كنت متّخذًا خليلًا … ) إلخ، قال الداودي: لا ينافي هذا قول أبي هريرة وأبي ذر وغيرهما: "أخبرني خليلي -صلى الله عليه وسلم-" لأن ذلك جائز لهم، ولا يجوز للواحد منهم أن يقول: أنا خليل النبي عليه الصلاة والسلام. ولهذا يقال: إبراهيم خليل اللّه، ولا يقال: اللّه خليل إبراهيم، كذا في "الفتح"(٧/ ١٣)، ومرَّ بيانه [برقم: ٤٦٧] في "الصلاة".
(٣) قوله: (لا يبقين) بفتح أوله وبنون التأكيد، وقد رواه بعضهم بضم أوله وهو واضح. قوله:"إلا سُدّ" بضم المهملة. وفي رواية مالك:"خوخة"