وَلَا تَعْدُهُم (١) إِلَى غَيرهِم، فَأَدِّ عَنِّي هَذَا الْمَالَ، انْطَلِقْ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْ: يَقْرَأ عَلَيكِ عُمَرُ السَّلَامَ، وَلَا تَقُلْ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنِّي لَسْتُ الْيَوْمَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَمِيرًا (٢)، وَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيهِ، فَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَ (٣)، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهَا، فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبكِي، فَقَالَ: يَقْرَأُ عَلَيكِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّاب السَّلَامَ، وَيَسْتَأْذِنُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيهِ، فَقَالَتْ: كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي، وَلأُوثِرَنَّ بِهِ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي، فَلَمَّا أَقْبَلَ قِيلَ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَدْ جَاءَ، قَالَ: ارْفَعُونِي (٤)، فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ (٥) إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا لَدَيْكَ؟ قَالَ: الَّذِي تُحِبُّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَد أَذِنَتْ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ، فَإِذَا أَنَا قُبِضتُ فَاحْمِلُونِي (٦)، ثُمَّ سَلِّم فَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ
"كُنْتُ أُرِيدُهُ" في نـ: "كُنْتُ أُرِيدُ". "مَا كَانَ شَيءٌ" في نـ: "مَا كَانَ مِن شَيْء". "قُبِضْتُ "في نـ: "قُضِيتُ".
===
(١) أي: لا تتجاوزهم.
(٢) قوله: (لست اليوم للمؤمنين أميرًا) إنما قال ذلك عند ما أيقن بالموت، وأراد أن يعلم أن سؤاله لها بطريق الطلب لا بطريق الأمر، ملتقط من "الفتح" (٧/ ٦٦).
(٣) أي: للدخول.
(٤) أي: من الأرض، كأنه كان مضطجعًا فأمرهم أن يقعدوه، "ف" (٧/ ٦٦).
(٥) لم أقف على اسمه، ويحتمل أنه ابن عباس، "ف" (٧/ ٦٦).
(٦) قوله: (فاحملوني ثم سلّم فقل: يستأذن عمر) قال مالك: إنما أمر بالاستئذان بعد موته خشية أن يكون إذنها [له] في حياته حياءً منه، وأن ترجع
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute