للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأُصِيبَ سَبْعِيْنَ قَتِيلًا، وَأَشْرَفَ أَبُو سُفْيَانَ (١) فَقَالَ: أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ فَقَالَ: "لَا تُجِيبُوهُ". فَقَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ قَالَ: "لَا تُجِيبُوهُ". فَقَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ فَقَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ قُتِلُوا، فَلَوْ كَانُوا أَحْيَاءً لأَجَابُوا، فَلَمْ يَمْلِكْ عُمَرُ نَفْسَهُ، فَقَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ (٢)، أَبْقَى اللَّهُ لَكَ مَا يُخْزِيكَ. قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أُعْلُ (٣) هُبَلْ (٤). فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَجِيبُوه"، قَالُوا: مَا نَقُولُ؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُ أَعلَى وأجَلُّ"، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَنَا الْعُزَّى (٥) وَلَا عُزَّى لَكُمْ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَجِيبُوهُ". قَالُوا: مَا نَقُول؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُ مَوْلَانَا وَلَا مَوْلَى لَكُمْ". قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، وَالْحَرْبُ سِجَالٌ (٦)،

"سَبْعِينَ" في نـ: "سَبْعُونَ"، مصحح عليه. "أَبْقَى اللَّهُ لَكَ" كذا في ذ، عسـ، وفي نـ: "أَبْقَى اللَّهُ عَلَيْكَ". "مَا يُخْزِيكَ" في نـ: "مَا يُحْزِنُكَ".

===

(١) هو صخر بن حرب الأموي، "ك" (١٣/ ٣٨).

(٢) قوله: (كذبت يا عدو الله) إنما قال ذلك مع نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه أنكر قول الباطل، ولم يرد العصيان، مرّ (برقم: ٣٠٣٩).

(٣) قوله: (أُعْلُ) بضم الهمزة وسكون العين المهملة وضم اللام. قوله: "هبل" بضم الهاء وفتح الموحدة بعدها لام، اسم صنم كان في الكعبة، أي: أظهر دينك، "قس" (٩/ ١١٠). وفي رواية: ارق الجبل، يعني علوت حتى صرت كالجبل العالي، كذا في "المجمع" (٥/ ١٤١).

(٤) بحذف حرف النداء، "مجمع" (٥/ ١٣١).

(٥) اسم صنم كان لقريش، "ك" (١٥/ ٢٢٠).

(٦) قوله: (سجال) أي دلاء، وهو بكسر سين وخفة جيم، جمع بفتح فسكون، أي: المتحاربون كالمستقين يستقي هذا دلوًا وهذا دلوًا،

<<  <  ج: ص:  >  >>