أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ (١)، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا حُضِرَ (٢) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "هَلُمُّوا أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا (٣) بَعْدَهُ". قَالَ بَعْضُهُمْ (٤): إنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قدْ غَلَبَهُ الْوَجَعُ (٥) وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ، حَسْبُنَا (٦) كِتَابُ اللَّهِ (٧) فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ (٨)
"أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ" في نـ: "قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ". "فَقَالَ النَّبِيُّ" في نـ: "فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ". "لَا تَضِلُّوا" في هـ، ذ:"لَا تَضِلُّونَ". "قَالَ بَعْضُهُمْ" في نـ: "فَقَالَ بَعْضُهُمْ".
===
(١) ابن راشد.
(٢) بالضم، أي: دنا موته، "قس"(٩/ ٤٧٠).
(٣) بحذف النون لأنه نهي، "قس"(٩/ ٤٧٠).
(٤) هو عمر بن الخطاب، "قس"(٩/ ٤٧٠).
(٥) بالتحريك: المرض، "ق"(ص: ٧١٠).
(٦) أي: يكفينا، "قس"(٩/ ٤٧٠).
(٧) قوله: (حسبنا كتاب الله) هذا من فقهه وفضائله؛ لأنه خشي أن يعجزوا عن المنصوص عليه. وقيل: أراد التخفيفَ عليه - صلى الله عليه وسلم - حين غلبه الوجع. وقيل: أراد استخلاف الصديق ثم تركه اعتمادًا على تقدير الله كما هَمَّ به في أول مرضه ثم تركه، أي: حيث قال - صلى الله عليه وسلم -: "ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر"، وكان عمر أفقه من ابن عباس وموافقيه. ولا يجوز حمل قول عمر على توهم الغلط على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولكنه خاف أن يكون مما يقول المريض بلا عزيمة فيجد المنافقون به سبيلًا إلى الطعن، كذا في "المجمع"(٤/ ٣٧٣).
(٨) أي: الذين كانوا فيه من الصحابة لا أهل بيته عليه الصلاة والسلام، "قس"(٩/ ٤٧٠).