للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَفْتُوحٌ مَصْدَرُهُ مِنَ الإِثْمِ، خَطِئْتُ (١) بِمَعْنَى أَخْطَأْتُ. {لَنْ تَخْرِقَ}

"{لَنْ تَخْرِقَ}: لَنْ تَقْطَعَ" في نـ: " {تَخْرِقَ} تَقْطَعَ".

===

(١) قوله: (خطئت) بكسر الطاء "بمعنى أخطأت" كذا قاله أبو عبيدة وتبعه المؤلف رحمه الله، وتُعقب بأنَّ جعلَه خطئًا بكسر الخاء اسمَ مصدر ممنوعٌ، وإنما هو مصدر خطئ يخطأ كأثم يأثم إثمًا: إذا تعمد الذنب. وبأن دعواه أن خطأً المفتوحَ الخاء والطاء، وبها قرأ ابن ذكوان: مصدرٌ بمعنى الإثم: ليس كذلك، وإنما هو اسم مصدر من أخطأ يخطئُ: إذا لم يصب، والمعنى فيه: أن قتلهم كان غيرَ صواب. وبأن قوله: "خطئت بمعنى أخطأت" خلاف [قول] أهل اللغة: أن خطئ: أَثِمَ وتعمَّد الذنب، وأخطأ: إذا لم يتعمد، قاله القسطلاني (١٠/ ٣٩٦). قال في "المجمع" (٢/ ٦١): يقال: خطئ بمعنى أخطأ أيضًا، وقيل: خطئ إذا تعمد، وأخطأ إذا لم يتعمد، انتهى.

قوله: " {لَنْ تَخْرِقَ} " يريد قوله: {إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ} أي: "لن تقطع الأرض" بشدة وطأتك، وسقط هذا لأبي ذر. قوله: " {وَإِذْ هُمْ نَجْوَى} " يريد قوله تعالى: {إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى} هو "مصدر من ناجيت، فوصفهم بها" أي: بالنجوى فيكون من إطلاق المصدر على العين مبالغة، أو على حذف مضاف أي: ذو نجوى، ويجوز أن يكون جمع نجيّ كقتيل وقتلى. قوله: " {رُفَاتًا} " يريد قوله تعالى: {وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا} أي: "حطامًا"، وقال الفراء: هو التراب، ويؤيده أنه قد تكرر في القرآن: ترابًا وعظامًا. قوله: " {وَاسْتَفْزِزْ} " أي: "استَخِفَّ" الذي استطعتَ استفزازَه منهم. يريد قوله تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ}. قوله: "الفرسان" بالجر فالخيل الخيّالة، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "يا خيل الله اركبي". قوله: "والرَّجْل" بفتح الراء وسكون الجيم، ولأبي ذر "والرجال" بكسر الراء وتخفيف الجيم، "والرَّجّالة" بفتح الراء وتشديد الجيم "واحدها راجل" ضد

<<  <  ج: ص:  >  >>