للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأَرْضِ، وَقَدْ سَمَّاكَ اللَّهُ (١) عَبْدًا شَكُورًا (٢)، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ (٣)

"فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي" في ذ: "فَيَقُولُ: رَبِّي". "كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ" في ذ: "كَانَ لِي دَعْوَةٌ".

===

خاصة". ويجاب بأن العموم لم يكن في أصل بعثة نوح، وإنما اتفق باعتبار حصر الخلق في الموجودين بعد هلاك سائر الناس. وقيل: إن الثلاثة كانوا أنبياء ولم يكونوا رسلًا، ويرد عليه حديث أبي ذر عند ابن حبان فإنه كالصريح بإنزال الصحف على شيث وهو علامة الإرسال. والأظهر أن يقال: الثلاثة كانوا مُرْسَلين إلى المؤمنين والكافرين، وأما نوح فإنما أُرْسِلَ إلى [أهل] الأرض وكلهم كانوا كفارًا، كذا في "المرقاة" (٩/ ٥١٥) و"القسطلاني" (١٠/ ٤٠٨). قال الشيخ في "اللمعات": وقد يجاب أيضًا بأن المراد النبي المبعوث إلى الكفار، وآدم إنما أرسل إلى بنيه ولم يكونوا كفارًا بل أُمِرَ بتعليمهم الإيمانَ وطاعة الله، وكذلك خلفه إدريس وشيث، ورسالة نوح كانت إلى كفار أهل الأرض، ويمكن أن يقال: الأولية المذكورة إضافية بالنسبة إلى المذكورين بعده من إبراهيم وموسى، الذين كانوا أكثر أمة وأشهر أمرًا وأعظم شأنًا.

[وفي "اللامع" (٨/ ١٥): قوله: أنت أول الرسل أي: أولي العزم منهم].

(١) أي: في القرآن في سورة بني إسرائيل، وهو موضع الترجمة، "قس" (١٠/ ٤٠٩).

(٢) لأنه يحمد الله على مجامع حالاته، "بيض" (١/ ٥٦٤)، أي: على طعامه وشرابه ولباسه وشأنه كلِّه، "قس" (١٠/ ٤٠٦).

(٣) هي {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: ٢٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>