للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ (١) فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} [الكهف: ٦٤]، قَالَ: رَجَعَا يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا (٢) حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى (٣) ثَوْبًا، فَسَلَّمَ عَليْهِ مُوسَى، فَقَالَ الْخَضِرُ: وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلَامُ (٤)؟ قَالَ: أَنَا مُوسَى. قَالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَتَيْتُكَ لِتُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشَدًا، {قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} [الكهف: ٦٧]، يَا مُوسَى إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ لَا تَعْلَمُهُ (٥) أَنْتَ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَكَ اللَّهُ لَا أَعْلَمُهُ (٦)، فَقَالَ مُوسَى: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} (٧) [الكهف: ٦٩]، فَقَالَ لَهُ الْخَضِرُ: {فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي

"ثَوْبًا" في هـ، ذ: "بِثَوبٍ". "عَلَّمَكَ اللَّهُ" في ذ، هـ: "عَلَّمَكَهُ اللَّهُ". " {فَلَا تَسْأَلْنِي} " في نـ: "فلا تسألنِ".

===

(١) نطلب.

(٢) أي: يتبعان آثار مسيرهما اتباعًا، "قس" (١٠/ ٤٣٣).

(٣) أي: مغطًّى، ولمسلم (ح: ٢٣٨٠): "مسجًّى ثوبًا مستلقيًا على القفا"، "قس" (١٠/ ٤٣٣).

(٤) قوله: (وأنى بأرضِك السلام) فيه دلالة على أن أهل تلك الأرض لم يكونوا مسلمين، أو كانت تحيتهم غيره. قوله: " {رَشَدًا} " أي: علمًا ذا رشد، "قسطلاني" (١٠/ ٤٣٣).

(٥) أي: جميعه، "قس" (١٠/ ٤٣٣).

(٦) قوله: (لا أعلمه) أي: جميعَه، وهذا التقدير أو نحوه واجب لا بد منه وقد غفل بعضهم عن ذلك، "قس" (١٠/ ٤٣٣، ٤٣٤). قوله: " {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا} " على ما أرى منك غيرَ مُنْكِرٍ عليك، وعلَّق الوعد بالمشيئة للتيمن، أو علمًا منه بشدة الأمر وصعوبته، فإن مشاهدة الفساد شيء لا يطاق، "قس" (١٠/ ٤٣٤).

(٧) أي: لا أخالفك في شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>