فَأَجْرَى نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي زُقَاقِ (١) خَيْبَرَ، وَإِنَّ رُكْبَتِي لَتَمَسُّ فَخِذَ نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ حَسَرَ (٢) الإِزَارَ عَنْ فَخِذِهِ حَتَّى إِنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ فَخِذِ نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا دَخَلَ الْقَرْيَةَ قَالَ:"اللَّهُ أَكْبَر، خَرِبَتْ خَيْبَرُ (٣)، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بسَاحَةِ (٤) قَوْمٍ {فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ}[الصافات: ١٧٧] "، قَالَهَا ثَلَاثًا. قَالَ: وَخَرَجَ الْقَوْمُ إِلَى أعْمَالِهِمْ فَقَالُوا: مُحَمَّدٌ (٥) - قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ (٦): وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: وَالْخَمِيسُ (٧). يَعْنِي الْجَيْشَ - قَالَ: فَأَصَبْنَاهَا عَنْوَةً (٨)، فَجُمِعَ السَّبْي،
"فَخِذَ نَبِيِّ اللَّهِ" في نـ: "فَخِذَ رسول اللَّهِ". "إنِّي أَنْظُرُ" في هـ: "لأَنْظُرُ". "فَخِذِ نَبِيِّ اللَّهِ" في نـ: "فَخِذِ رسول اللَّهِ".
===
(١) سِكّة.
(٢) أي: كشف.
(٣) قاله إخبارًا ودعاءً وتفاؤلًا، "ع"(٣/ ٣٠٢).
(٤) قوله: (بساحة) أصل الساحة: الفضاء بين المنازل، وتطلق على الناحية والجهة، "ع"(٣/ ٣٠٢).
(٥) أي: جاء محمد أو هذا محمد، "ع"(٣/ ٣٠٢).
(٦) أحد رواة الحديث.
(٧) قوله: (الخميس) يجوز الرفع بكونه عطفًا على محمد، والنصب بأن يكون الواو بمعنى مع.
(٨) قوله: (عنوة) بفتح العين، وهو القهر، قال المنذري: اختلفوا في فتح خيبر كانت عنوة أو صلحًا؟ أو جلاء أهلها عنها بغير قتال؟ أو بعضها صلحًا وبعضها عنوة وبعضها جلاء أهلها عنها؟ قال: وهذا هو الصحيح، وبهذا يندفع التضاد بين الآثار، "ع"(٣/ ٣٠٢).