(٥) قوله: (ثم قرأت: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}، وفي "مسلم": أنها سألت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن قوله تعالى:{نَزْلَةً أُخْرَى}[النجم: ١٣] فقال: "إنما هو جبريل". وعند ابن مردويه: أنها قالت: يا رسول اللَّه أرأيت ربك؟ فقال:"لا إنما رأيت جبرئيل منهبطًا"، واحتجاجها بالآية خالفها فيه ابن عباس، ففي "الترمذي" عن عكرمة قال: "رأى محمد ربه، قلت: أليس يقول اللَّه: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}؟! قال: ويحك ذاك إذا تجلى بنوره الذي هو نوره وقد رأى ربه مرتين، فالمنفي في الآية إحاطة الأبصار لا مجرد الرؤية، بل في تخصيص الإحاطة بالنفي ما يدل على الرؤية، أو يشعر بها كما تقول: لا تحيط به الأفهام، وأصل المعرفة حاصلة، ثم استدلت أيضًا بقوله تعالى:{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} أجيب بأن هذه الَاية لا تدل على نفي الرؤية مطلقًا، بل على أن البشر لا يرى اللَّه في حال التكلم، فنفي الرؤية يقيد بهذه الحالة دون غيرها، "قس" (١١/ ١١٠).