للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالنَّخْلُ بِالْفَاكِهَةِ، وَأَمَّا الْعَرَبُ فَإِنَّهَا تَعُدُّهَا فَاكِهَةً كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: ٢٣٨]، فَأَمَرَهُمْ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَى كُلِّ الصَّلَوَاتِ، ثُمَّ أَعَادَ الْعَصْرَ تَشْدِيدًا لَهَا (١)، كَمَا أُعِيدَ النَّخْلُ وَالرُّمَّانُ، وَمِثْلُهَا (٢): {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} [الحج: ١٨]. ثُمَّ قَالَ: {وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ} [الحج: ١٨] وَقَدْ ذَكَرَهُمْ فِي أَوَّلِ قَوْلِهِ: {مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ}.

"كَقَوْلِهِ تَعَالَى" لفظ "تَعَالَى" سقط في نـ. "وَقَدْ ذَكَرَهُمْ" في ذ: "وَقَدْ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ".

===

{فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} في قوله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ. . .} إلخ. والحاصل: أنه من عطف الخاص على العام. واعترض بأنها نكرة في سياق الإثبات فلا عموم، "قس" (١١/ ١٣١ - ١٣٢). قال الكرماني (١٨/ ١٢٤): أقول: للإمام أبي حنيفة -رحمه اللَّه- أن يمنع المشابهة بين هذه الآية وبين ذين الآيتين، لأن الصلاة و {وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} لفظان عامان بخلاف فاكهة، انتهى. قال ابن الهمام (٥/ ١٢٩): وأبو حنيفة -رحمه اللَّه- يقول: هي مما يتغذى بها منفردة حتى يستغنى بها في الجملة في قيام البدن، ومقرونة مع الخبز، ويتداوى ببعضها كالرمان في بعض عوارض البدن، ولا ينكر أنها يتفكه بها، ولكن لما كانت قد يستعمل أصالة لحاجة البقاء قصر معنى التفكه فلا يحنث بأحدها إلا أن ينويه فيحنث بالثلاثة اتفاقًا، انتهى.

(١) أي: تأكيدًا لتعظيمها، "قس" (١١/ ١٣١).

(٢) أي: مثل فاكهة ونخل ورمان، "قس" (١١/ ١٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>