للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَتْ: وَمَا يَضُرُّكَ (١) (٢) أَيَّهُ (٣) قَرَأْتَ قَبْلُ، إِنَّمَا نَزَلَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنْهُ سُورَةٌ مِنَ الْمُفَصَّلِ، فِيهَا ذِكْرُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، حَتَّى إِذَا ثَابَ (٤) النَّاسُ إِلَى الإِسْلَامِ ثُمَّ نَزَلَ الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ، وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلَ شَيءٍ: لَا تَشْرَبُوا الْخَمْرَ، لَقَالُوا: لَا نَدَعُ الْخَمْرَ أبَدًا. وَلَوْ نَزَلَ: لَا تَزْنُوا، لَقَالُوا: لَا نَدَعُ الزِّنَا أَبَدًا. لَقَدْ نَزَلَ بِمَكَّةَ عَلَى مُحَمَّدٍ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ أَلْعَبُ: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: ٤٦]، وَمَا نَزَلَتْ سُورَةُ

"وَمَا يَضُرُّكَ" في قتـ، ذ: "وَمَا يَضِيرُكَ". "أَيَّهُ" في سـ، حـ، ذ: "أَيَّةً". "ثمَّ" سقط في نـ. "نَزَلَ الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ" في نـ: "نَزَلَ الْحَرَامُ والْحَلَالُ".

===

(١) بضم الضاد من الضرر، ولأبي ذر وأبي الوقت بكسر الضاد من الضير بمعنى الضرر، "قس" (١١/ ٣١١).

(٢) قوله: (وما يضرك أيَّه قرأت) بالنصب، وقيل: بالضم أي: قبل قراءة السورة الأخرى. قوله: "إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار" فإن أول سورة إما المدثر وفيه: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ} [المدثر: ٢٧]، {فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ} [المدثر: ٤٠]، وإما سورة اقرأ ففيه: {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} [العلق: ١٨] يعني: لم ينزل مرتبًا حتى تقرأ مرتبًا فإن آية: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} نزلت قبل البقرة، فلا بأس بتقديم بعض على بعض. وقال العلماء: الاختيار أن يقرأ على الترتيب في المصحف، وأما تعليم الصبيان من آخر المصحف إلى أوله فليس من هذا الباب، فإنه قراءات متفاصلة في أيام متعددة مع ما فيه من تسهيل الحفظ، "مجمع البحار" (٣/ ٤٠١).

(٣) بفتح الهمزة والتحتية المشددة بعدها هاء مضمومة، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي بفوقية بدل الهاء منونة، "قس" (١١/ ٣١١).

(٤) بالمثلثة أي: رجع، "فتح" (٩/ ٤٠)، أي: أقبلوا إلى الإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>