للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَهِدَ (١)، وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ، وَلَا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ. قَالَتِ السَّادِسَةُ (٢): زَوْجِي إِنْ أَكَلَ (٣) لَفَّ (٤)، وَإِنْ شَربَ اشْتَفَّ (٥)، وَإِنِ اضْطَجَعَ الْتَفَّ (٦) (٧)،

===

(١) قوله: (فهد) بفتح الفاء وكسر الهاء أي: فعل فعل الفهود، وشبهته بالفهد في لينه وغفلته مدحًا؛ لأن الفهد يوصف بالحياء وقلة الشر وكثرة النوم. قوله: "وإن خرج أسد" بفتح أوله وكسر السين أي: فعل فعل الأسود من الشهامة بين الناس. قوله: "ولا يسأل عما عهد" أنه كثير الكرم لا يتفقد ما ذهب من بيته من مال وطعام، وقيل: إنها أرادت الذم، وهو أنه يثب عليها بالجماع كالفهد لغلظ طباعه وليس عنده ما عند الناس من الملاعبة والمداعبة قبله، أو بالضرب والبطش، وإذا خرج على الناس كان أمره أشد في الجرأة والإقدام، ولا يتفقد حالها وحال بيتها وما يحتاج إليه، والأكثر شرحوه على المدح، ووقع في رواية الزبير بن بكار مقلوبًا: "إذا دخل أسد وإذا خرج فهد" فإن صح فالمراد أنه إذا خرج إلى الناس كان في غاية الرزانة والوقار وحسن السمت، وإذا دخل منزله كان متفضلًا ومواسيًا، وزاد: "ولا يرفع اليوم لغد" أي: لا يدخر ما حصل عنده اليوم لأجل الغد، كناية عن جوده، وهو يؤيد المدح، كذا في "التوشيح" (٧/ ٣٢٦٨ - ٣٢٦٩).

(٢) اسمها هند بنت أوس، "تو" (٧/ ٣٢٦٩).

(٣) أي: استقصى ما قدم إليه، فلا يترك منه شيئًا، "توشيح" (٧/ ٣٢٦٩).

(٤) أي: يأكله جميعًا، "خ" (٢/ ٤٦٧).

(٥) أي: شرب جميع ما في الإناء، والشفافة: فضلة تبقى في الإناء، وعند البعض بسين مهملة، وفسره بإكثار الشرب، "مجمع" (٣/ ٢٣٨).

(٦) أي: إذا نام التف في ثيابه أي: لا يخالطني بل ينام ويضطجع وحده في ثيابه، "خ" (٢/ ٤٦٧).

(٧) قوله: (وإن اضطجع التفّ) أي: رقد وحده، وتلفف بكسائه وانقبض عن أهله إعراضًا، فهي كئيبة حزينة لذلك، ولذلك قالت: "ولا يولج الكف ليعلم البث" أي: لا يمد يده إليها ليعلم ما بها من حزن أو مرض

<<  <  ج: ص:  >  >>