للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأَنَا قَائِم: أَسْتَأْنِسُ (١) يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَنِي (٢)، وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَنِي وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ لَهَا: لَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ (٣) أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم -يُرِيدُ عَائِشَةَ- فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- تَبْسُّمَةً (٤) أُخْرَى، فَجَلَسْتُ

"فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ" في نـ: "فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ". "تَبْسُّمَةً" في هـ: "تَبْسِيمَةً".

===

جازمًا به، فلما استفسر عمر عن ذلك فلم يجد له حقيقة كَبَّرَ تعجبًا من ذلك، انتهى. ويحتمل أن يكون كَبَّرَ اللَّه حامدًا له على ما أنعم به عليه من عدم وقوع الطلاق، "فتح الباري" (٩/ ٢٨٧).

(١) أي: أتبصر هل يعود رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى الرضا؟ أو هل أقول قولًا أطيب به وقته وأزيل منه غضبه؟ "ع" (٩/ ٢٢٧).

(٢) قوله: (أستأنس يا رسول اللَّه لو رأيتني) يحتمل أن يكون قوله استفهامًا بطريق الاستئذان، ويحتمل أن يكون حالًا من القول المذكور بعده، وهو ظاهر سياق هذه الرواية، وجزم القرطبي ["المفهم" (٤/ ٢٦٣)] بأنه للاستفهام فيكون أصله بهمزتين تسهل إحداهما وقد تحذف تخفيفًا، ومعناه: انبسط في الحديث واستأذن في ذلك بقرينة الحال التي كان فيها لعلمه بأن بنته كانت السبب في ذلك فخشي أن يلحقه شيء من المعتبة، فبقي كالمنقبض عن الابتداء بالحديث حتى استأذن فيه، "فتح" (٩/ ٢٨٧ - ٢٨٨). ومرَّ الحديث مع بعض بيانه [برقم: ٤٩١٣] في "التفسير"، و [برقم: ٢٤٦٨] في "المظالم"، و [برقم: ٨٩] في "كتاب العلم".

(٣) تحتمل الضرة والمجاورة، كما مرّ.

(٤) قوله: (تبسمة) بضم السين، ولأبي ذر عن الكشميهني بكسرها من

<<  <  ج: ص:  >  >>