للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حِينَ رَأَيْتُهُ تَبَسَّمَ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي فِي بَيْتِهِ، فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِيهِ شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ غَيْرَ أَهَبَةٍ (١) ثَلَاثَةٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُمَّتِكَ (٢)، فَإِنَّ فَارِسًا (٣) وَالرُّومَ قَدْ وُسِّعَ عَلَيْهِمْ، وَأُعْطُوا الدُّنْيَا وَهُمْ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ. فَجَلَسَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وكَانَ مُتَّكِّئًا. فَقَالَ: "أَوَفِي هَذَا أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنَّ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي (٤). فَاعْتَزَلَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- نِسَاءَهُ مِنْ أَجْلِ

"تَبَسَّمَ" في نـ: "يَتَبَسَّمُ". "ثَلَاثَةٍ" في هـ: "ثَلَاثٍ". "فَإِنَّ فَارِسًا" في ذ: "فَإِنَّ فَارِسَ". "عُجِّلُوا" في نـ: "قَدْ عُجِّلُوا".

===

غير مثناة تحتية فيهما كذا في الفرع وأصله، وقال في "الفتح" (٩/ ٢٨٨)، تبسُّمة بتشديد السين، وللكشميهني: "تبسيمة"، "قس" (١١/ ٥٥٦).

(١) قوله: (أهبة) بفتحتين وبضمتين جمع إهاب على غير قياس، وهو الجلد قبل الدباغ أو المدبوغ أيضًا قولان، "تو" (٧/ ٣٢٨٠).

(٢) قوله: (فليوسع على أمتك) وفي رواية سماك: "فابتدرت عيناي فقال: ما يبكيك يا ابن الخطاب؟ فقلت: وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثّر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذلك قيصر وكسرى في الأنهار والثمار، وأنت رسول اللَّه وصفوته". قوله: "أَوَفي هذا أنت" وفي رواية عقيل الماضية في "كتاب المظالم" (برقم: ٢٤٦٨): "أَوَفي شك أنت"، والمعنى: أأنت في شك في أن التوسع في الآخرة خير من التوسع في الدنيا؟ "فتح (٩/ ٢٨٨).

(٣) بالصرف، ولأبي ذر بعدمه، "قس" (١١/ ٥٥٧).

(٤) أي: عن جرأتي بهذا القول بحضرتك، أو عن اعتقادي أن التجملات الدنيوية مرغوب فيها أو عن إرادتي ما فيه مشابهة الكفار في ملابسهم ومعايشهم، "ف" (٩/ ٢٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>